الديار

واشنطن تطالب ايران بمعلومات عن اميركي مفقود

أعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس ان «كثيرا من الامور تجري في ‏الكواليس» في قضية عناصر البحرية الـ 15 المعتقلين في ايران ومؤكدا ان بث ايران صور ‏الجنود المعتقلين «لن يؤثر على موقف بريطانيا».واوضح المتحدث ان «الكثير من الامور تجري في الكواليس» بشأن هذه الازمة دون مزيد من ‏التفاصيل.‏واضاف «ان الايرانيين يعرفون موقفنا (..) ويعرفون ان الظهور المبرمج على التلفزيون ‏للجنود البريطانيين لن يؤثر على هذا الموقف. وهم يدركون اننا نحظى بدعم دولي قوي» في هذه ‏الازمة. وتابع «لقد اجبنا على الرسالة الاولية للايرانيين ونحن بانتظار ردود اخرى».ومضى يقول «ان ايران تعرف موقفنا. ونحتاج الان الى معرفة موقف ايران». وتظهر هذه ‏التصريحات رغـبة لندن في تهدئة الخواطر. ‏واكدت وزارة الخارجية البريطانية امس «موقفها مجددا» بعد ان «اقر» عناصر البحرية الـ ‏‏15 انهم دخلواالمياه الاقليمية الايرانية بصورة غير شرعية بحسب التلفزيون الايراني الرسمي.‏ وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية «اننا نجدد تأكيد موقفنا» السابق. واضاف ان جنود ‏البحرية البريطانية «معتقلون ضد ارادتهم ولم نحصل على الاتصال القنصلي بهم، لقد قلنا ‏بوضوح انه تم اعتقالهم في المياه العراقية واننا نريد ان يتم الافراج عنهم».وكان التلفزيون الايراني اعلن في وقت سابق ان «جميع عناصر البحرية البريطانية المعتقلين في ‏ايران اعترفوا بدخول المياه الاقليمية الايرانية بطريقة غير شرعية».‏ولم يعط التلفزيون تفاصيل عن هذه الاعترافات.‏ وقال التلفزيون الإيراني امس إنه رصد تحولا في السياسة البريطانية يمكن أن يساعد في حل ‏الأزمة بشأن 15 من البحارة وأفراد مشاة البحرية البريطانية تحتجزهم إيران.‏وعرض التلفزيون الإيراني لقطات جديدة للبحارة البريطانيين المحتجزين وهم 14 رجلا وامرأة ‏قائلا انهم جميعا اعترفوا بدخول المياه الاقليمية الايرانية بشكل غير مشروع عندما اعتقلتهم ‏إيران في شمال الخليج يوم 23 آذار الماضي.ويشير الحديث عن تحول في النهج البريطاني الذي تنتقده ايران بحدة إلى أن طهران تخفف لهجتها ‏بشأن الازمة التي زادت التوتر بين الغرب وإيران بسبب النزاع حول برنامج طهران النووي ‏وأدت إلى ارتفاع أسعار النفط.وبثت ايران في وقت سابق «اعترافات» اربعة من البحارة ومشاة البحرية. وتقول بريطانيا ‏التي ادانت تلك اللقطات ان بحارتها كانوا في المياه الاقليمية العراقية عندما اعتقلتهم ‏ايران.وأظهرت اللقطات الجديدة افرادا آخرين في المجموعة يتحدثون إلى الكاميرا لكن اصواتهم لم يتسن ‏سماعها.‏وفي تعليق صاحب اللقطات الجديدة قال تقرير تلفزيوني «يبدو ان بريطانيا قد غيرت قليلا ‏موقفها في اليوم او اليومين السابقين بشأن الحقائق التي لا يمكن انكارها ولهجتها الحادة».‏واضاف «اذا استمر هذا النهج يمكن ان نأمل ان تحل القضية في عملية ثنائية وبمنأى عن ‏الجلبة والصخب وتتحقق مطالب ايران المنطقية».‏وكانت وكالة أنباء الطلبة الايرانية قالت في وقت سابق إنه لن يتم عرض المزيد من ‏اللقطات بسبب ما قالت إنه تحول في «سياسات النبرة العالية» للحكومة البريطانية.‏وكان بث لقطات مماثلة في وقت سابق في النزاع المستمر منذ عشرة ايام قد أغضب لندن.‏ وفي تعليق صاحب اللقطات الجديدة قال التقرير التلفزيوني «يبدو ان بريطانيا قد تحولت ‏قليلا عن موقفها في اليوم او اليومين السابقين بشأن الحقائق غير القابلة للانكار وبعيدا عن ‏النبرة العالية». واضاف التقرير «اذا استمر هذا النهج يمكن ان نأمل ان تتم تسوية الامفي عملية ثنائية وبمنأى عن الجلبة والصخب وتحقيق مطالب ايران المنطقية».‏ ورفضت بريطانيا «الاعترافات» التلفزيونية وقالت انها غير مقبولة واضافت ان المجموعة ‏المحتجزة كانت في المياه الاقليمية العراقية.‏وظهر رجلان في اللقطات الجديدة يرتديان زيا عسكريا ازرق اللون ويتحدثان إلى الكاميرا. ‏كما ظهرت لقطة أخرى لثلاثة يجلسون ويتحدثون أمام خريطة وهم يرتدون زيا عسكريا زيتوني ‏اللون.وأظهرت لقطة أخرى رجلا يرتدي زيا عسكريا وكان يضحك فيما يبدو.‏ وقالت وزارة الخارجية الأميركية امس ان الولايات المتحدة ستوجه طلبا لإيران لتقديم معلومات ‏بشأن مواطن أميركي يعتقد انه فقد قبل عدة أسابيع في إيران أثناء وجوده هناك في عمل ‏خاص.وقال شون مكورماك المتحدث باسم الخارجية ان أسرة الرجل وصاحب عمله أبلغوا عن فقده وان ‏الخارجية الأميركية سترسل استفسارا رسميا إلى إيران عبر دبلوماسيين سويسريين يعملون وسطاء بين ‏الجانبين بسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية بينهما.الى ذلك، دعا المرشحان اللذان يتصدران التوقعات بالفوز في الانتخابات الرئاسية ‏الفرنسية، اليميني نيكولا ساركوزي والاشتراكية سيغولين روايال، الى «حزم كبير» وعقوبات بحق ‏ايران التي تحتجز 15 من جنود البحرية البريطانية.وصرح ساركوزي للصحافيين ان «احتجاز جنود البحرية البريطانية امر غير مقبول ادينه بحزم ‏كبير».‏لكنه اضاف «لا اعتقد البتة ان غارة على ايران ستحل وضعا معقدا في الاساس وخطيرا جدا»، ‏مضيفا انه واثق من «وحدة المجتمع الدولي وضرورة الحوار والعقوبات التي بدات تعطي نتائج».‏اما سيغولين روايال وهي المرشحة الوحيدة في فرنسا التي اعربت عن معارضتها امتلاك ايران ‏الطاقة النووية حتى وان كانت مدنية بحتة، فانها وصفت الاحد الجنود البريطانيين الخمسة عشر ‏الذين اعتقلتهم القوات الايرانية بانهم «رهائن».ودعت المرشحة الاشتراكية في تصريح متلفز الى «حزم كبير جدا من اجل الافراج الفوري عن هؤلاء ‏الرهائن»، واعربت عن تاييدها قيام الاتحاد الاوروبي بفرض عقوبات على طهران اذا لم يتم ‏الافراج عن الجنود البريطانيين.وفي اشارة الى معارضتها امتلاك ايران كل اشكال الطاقة النووية، وهو موقف مثير للجدل، ‏قالت روايال ان «كل هذه المسائل تدل على انني على صواب وان لا مجال للضعف».‏واكدت انها «متضامنة تماما» مع السلطات البريطانية واعربت عن «صدمتها» من بث التلفزيون ‏الايراني صورا للجنود المعتقلين.