تجري رئيسة مجلس النواب الاميركي الديمقراطية نانسي بيلوسي في دمشق اليوم مباحثات مع الرئيس السوري بشار الأسد تتناول العلاقات السورية الاميركية والقضايا الاقليمية.

وتأتي زيارة بيلوسي لدمشق رغم وجود معارضة من قبل الإدارة الأمريكية التي تصر على عزل سوريا وعدم الاستجابة للمطالب الأمريكية التي تدعو للبدء بحوار مع دمشق وإشراكها في أي حوار يهدف للتوصل إلى إحلال الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط.

ووصلت بيلوسي سورية عصر أمس ومن المقرر أن تلتقي أيضاً نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم

وكان في استقبالها في مطار دمشق الدولي وزير الخارجية السوري وليد المعلم و السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفي.

ويرى المراقبون أن هذه الزيارة مؤشر على عودة بعض من التوازن الى السياسة الاميركية، ودليل ليونة معينة تجاه سورية.

ويرافق بيلوسي وفد كبير يضم سبعة نواب بينهم النائب الديمقراطي توم لانتوس رئيس لجنة العلاقات الدولية في الكونغرس والمعروف بموقفه الصارم تجاه الحكومة السورية وبتأييده البارز لاسرائيل، والنائب كيث ايليسون اول نائب اميركي مسلم، عدا عن واحد وعشرين مسؤولاً.

وبزيارتها هذه، تصبح نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي أعلى مسؤول أمريكي يلتقي القيادة السورية منذ اجتماع الرئيس الأسد مع وزير الخارجية الأسبق كولن باول عام 2003.

وستنقل بيلوسي التي بدأت السبت في اسرائيل، جولة في المنطقة، الى دمشق وجهات نظر الدولة العبرية حول عملية السلام.

وقال مصدر رسمي اسرائيلي الاحد انها ستؤكد استعداد اسرائيل لبدء مفاوضات سلام اذا اوقفت دمشق دعمها "للارهاب".

ويرى المراقبون أن زيارة بيلوسي "تعكس صراعا داخل الادارة الاميركية بين طرفين أولهما الديمقراطيين والجمهوريين التقليديين المؤيدين لجورج بوش الأب وعلى رأسهم جيمس بيكر الداعين الى حوار مع سورية، وثانيهما فئة المؤيدين لبوش الإبن التي تقول إن التعاون مع سورية غير مجدٍ ويجب الاستمرار في سياسة عزلها دولياً ".

كما يعتقد المراقبون أن الاتصالات السورية الأمريكية هذه مؤشر هام على بدء استئناف الحوار بين البلدين وبشكل رسمي.

وتأتي زيارة بيلوسي بعد توتر واضح شهدته العلاقة السورية الأمريكية وانقطاع في الاتصالات بين البلدين، تبعه قيام عدد من المسؤولين الأمريكيين بعدة زيارات إلى دمشق.
وكان ثلاثة من النواب الجمهوريين زاروا دمشق وبحثوا الأحد مع الرئيس بشار الاسد "الاوضاع في المنطقة لا سيما العراق".

وفي كانون الأول الماضي، زارت مجموعة صغيرة من الاعضاء الجمهوريين والديمقراطيين بالكونغرس دمشق واجتمعت مع الرئيس الأسد بعد ان اوصت لجنة دراسة العراق بتكثيف الجهود الدبلوماسية لتشمل سوريا وايران للمساعدة في تهدئة العنف في العراق.

وقاومت ادارة بوش تلك التوصية ونددت بزيارات اعضاء الكونغرس.

وشارك مسؤولون امريكيون وسوريون في اجتماع اقليمي موسع في العراق الشهر الماضي بهدف تحقيق الاستقرار في هذا البلد الذي يكاد يمزقه العنف الطائفي.

كما عقدت ايلين سوربري مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر محادثات مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد حول كيفية تعامل دمشق مع تدفق اللاجئين العراقيين في اول محادثات من نوعها في العاصمة السورية منذ اكثر من عامين.

وتقيم الولايات المتحدة علاقات دبلوماسية مع سورية، لكن في حدها الادنى منذ استدعاء السفير في دمشق في 2005 بعد يوم على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، حيث حمَّلت واشنطن المسؤولية لدمشق التي رفضت ذلك بشكل قاطع.

مصادر
سورية الغد (دمشق)