لقد مضيت وقت التحقيق وأنا ألوك العلكة واضعاً رجلاُ على رجل، كنت أستمتع برؤية المحققين الذين كانوا يتذللون الي لأرد على استفساراتهم البائسة "، هذه الكلمات صدرت عن المجرم ايتمار بن غفير، أحد قادة حركة " كاخ " اليهودية الإرهابية، بعد احتجازه قبل عامين في السجن لمدة اسبوع بعد اتهامه باطلاق النار وقتل أحد الفلسطينيين في القدس.

لقد كان هناك الكثير من الشهود والقرائن التي تثبت تورط بن غفير في الجريمة، لكن بما أن القانون الاسرائيلي يمنح المعتقل اليهودي حق الصمت أثناء التحقيق، فلم تفلح كل الأدلة والقرائن في مجرد دفع غفير للنطق بكلمة. هذه الأجواء في التحقيقات التي تجريها المخابرات الإسرائيلية مع نشطاء التنظيمات الارهابية الذين يقتلون الفلسطينيين ويخططون لتدمير مقدساتهم. ولهذه الأسباب فأن أكثر من90% من الجرائم التي ينفذها الارهابيون اليهود ضد الفلسطينيين لا يتم الكشف عن منفذيها بسبب العوائق التي يضعها القانون الاسرائيلي في مسائلة اليهود والتحقيق معه، وبسبب التعاطف الذي يبديه كبار قادة الأجهزة الاستخبارية مع هذه التنظيمات.

هذا في الوقت الذي تتحول فيه أقبية التحقيق في السجون الإسرائيلية الى " سلخانات " حقيقية لأسرى المقاومة الفلسطينية الذين يتم تحقيق معهم من قبل محققي المخابرات الاسرائيلية وتحديداً جهاز " الشاباك ". فقد استشهد المئات من الأسرى الفلسطينيين واصيبوا بعاهات دائمة بسبب عمليا ت التعذيب التي مورست ضدهم على أيدي جلادي " الشاباك ".

اللافت للنظر أن قادة الأجهزة الاستخبارية يعتبرون التعاطف مع نشطاء التنظيمات الإرهابية اليهودية جزء من الشعور الشوفيني " الوطني "، فها هو المجرم افي ديختر، الرئيس السابق لجهاز " الشاباك " يقول " لا يمكننا أثناء التحقيق أن نتعامل مع نوعم ( اليهودي ) بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع نعيم ( الفلسطيني )، هذا لايمكن ".

وهاهو يوفال ديسكين الرئيس الحالي لجهاز " الشاباك " يقطع طول الضفة الغربية وعرضها ليلتقي مع نشطاء التنظيمات المتطرفة، بل ويحاول التقرب منهم، كما حدث اثناء لقائه الأخير مع طلاب مدرسة " يشيفات ههسدير " في مستوطنة " عاليه " في الضفة الغربية، التي يديرها أحد منظري التنظيمات الارهابية. اللافت للنظر أن الأجهزة الأمنية الصهيونية توفر كل الظروف من أجل تسهيل استهداف المقدسات الإسلامية والمسيحية، وذلك عبر ابداء الحد الأدنى من التحرك لاحباط مخططات التنظيمات الارهابية المتخصصة في التخطيط للمس بهذه المقدسات.

فعلى سبيل المثال في منتصف العام 2002، أعلن جهاز " الشاباك " القبض على 25 من نشطاء التنظيمات الارهابية اليهودية، وجميعهم من مستوطنات الضفة الغربية. واعلنت مصادر في " الشاباك " حينها، أن هناك الكثير من الأدلة التي تؤكد أنهم قطعوا شوطاً كبيراً في التخطيط لتفجير المسجد الأقصى مع عشرات المساجد في ارجاء الضفة الغربية. لكن لم يمضي اسبوعان حتى تم الإفراج عن جميع الارهابيين، وعندما قام الصحافيون بالاستفسار من اخر ارهابي تم الافراج عنه عن اجواء التحقيق معهم، قال هذا الارهابي " لقد عذبونا كثيراً !!!"، وعندها بادره احد الصحافيين متسائلاً " وكيف عذبوكم ؟؟ !!"، فرد عليه هذا الارهابي " لقد ارغمونا على مطالعة صحيفة هارتس اليسارية !!!!