النهار

بلير: الساعات الـ 48 المقبلة حاسمة

"الساعات الـ48 المقبلة ستكون حاسمة" بالنسبة إلى مسألة البحارة الـ15، هذا ما أعلنه رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير امس، مشيراً كذلك إلى ان على ايران توقع اجراءات أشد حزماً إذا لم تتجه الأمور إلى تسوية ديبلوماسية، وحذرت وزيرة الخارجية مارغريت بيكيت من توقع حل سريع. وقد يصدر عن طهران إعلان ما اليوم، في مؤتمر صحافي للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كان مقرراً أمس. وفي إطار المرونة التي بدأت ايران تبديها في هذا الملف، تحدث أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني عن محادثات بين الجانبين، بينما عُرضت صور جديدة للبحارة بدوا فيها مرتاحين ويبتسمون ولكن من دون "اعترافات" إضافية.
وقال بلير إن "الساعات الـ48 المقبلة ستكون حاسمة"، مشيراً إلى انه "لا يسعى الى المواجهة" مع السلطات الايرانية التي "اذا أرادت تسوية ذلك بالطرق الديبلوماسية، فان الباب مفتوح". أما اذا لم تطلق ايران البحارة، فإن "قرارات أشد حزماً" ستتخذ. وذكَر بأن لندن سلكت منذ البداية "طريقين واضحين"، الاول يرمي الى "محاولة تسوية هذه القضية من طريق تفاوض هادىء وسلمي"، والثاني يشير "بوضوح الى انه سيكون علينا اتخاذ قرارات أشد فأشد حزماً اذا لم يكن ذلك ممكناً".
لكنه تجنب لاحقاً خلال النهار التطرق مجدداً الى "القرارات الأشد حزماً"، مستعيداً نبرة التفاؤل مع الإقرار بأن الوضع "حرج" و"الاهم هو التوصل الى عودة مواطنينا سالمين. نحن نعمل على ذلك، ولن يكون من الحكمة على الارجح ان نقول اكثر من ذلك". ورحب بـ"الآفاق" التي فتحتها تصريحات لاريجاني الاثنين عن تسوية ديبلوماسية.
وفي وقت لاحق، دعت بيكيت الصحافيين "الى الحذر في افتراضكم اننا سنتوصل على الارجح الى حل سريع لهذه المسألة"، مشيرة إلى ان الحكومة لم تحصل بعد على إذن من ايران بمقابلة البحارة.
وسئلت عن تلويح بلير بإجراءات أشد صرامة، فأوضحت انه "لم يتحدث أو يحاول الإشارة إلى عمل عسكري. نحن لا نسعى إلى المواجهة بل إلى حل المسألة من طريق القنوات الديبلوماسية". وكررت تصريح الناطق باسم بلير بأن "الكثير يجري في الكواليس"، بما في ذلك لقاء المسؤول في وزارة الخارجية اللورد تريسمان السفير الإيراني للمرة الثامنة في عشرة أيام.

طهران

وبعدما كان متوقعاً أن يعقد مؤتمراً صحافياً امس، بث التلفزيون الإيراني ان أحمدي نجاد سيدلي بتصريحات اليوم عن البحارة البريطانيين و"سيشرح وجهة نظر إيران في الدخول غير الشرعي للقوات البريطانية للمياه الإيرانية والسياسة التي تتبعها الحكومة البريطانية في ما يتعلق بهذه القضية".
وأكد النائب الأول للرئيس الإيراني برويز داودي ان الأزمة قد تحل إذا واصلت لندن "سلوكها المتغير"، وهذا يعني "الاعتراف بدخول البحارة المياه الايرانية وتقديم ضمانات لعدم تكرار ذلك".
ودعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بوروجردي بريطانيا إلى إرسال "وفد رسمي لتقديم ايضاحات".
وأعلن لاريجاني امس بدء "مناقشات ديبلوماسية" بين الحكومة البريطانية ووزارة الخارجية الإيرانية، مشيراً إلى أن هذا الحوار المباشر "لا يزال في بداية الطريق، ولكن اذا ما استمروا على هذا النهج، فمن المنطقي ان الظروف يمكن ان تتغير ويمكن ان نتجه الى حل هذه المسألة". وكرر اتهام لندن بتعقيد القضية، ذلك انه "في البداية، كان من المتوقع تسوية مسألة اعتقال افراد البحرية بصورة طبيعية في اطار العلاقات الثنائية، وان تعترف لندن بخطئها للمساهمة في تسوية القضية، ولكنهم تصرفوا بشكل مغاير كما لو ان انتهاك المياه الاقليمية الايرانية أمر طبيعي".

صور جديدة

ونشرت وكالة "فارس" صوراً جديدة للبحارة بدوا فيها في البسة رياضية، مرتاحين، جالسين على سجادة ويلعبون الشطرنج. وظهرت فاي تورني، المرأة الوحيدة بينهم، من دون المنديل الذي غطى رأسها في الأشرطة السابقة إذ ربطته حول عنقها. وهذه المرة الأولى يصور البحارة من دون لباسهم العسكري. وكان هناك ستة يجلسون على سجادة حول طبق من الطعام يبتسمون ويضحكون في صورة. وتنافس اثنان في الشطرنج في ثانية، وبدا بحارة آخرون جالسين على سجادة في صورة ثالثة. وعلقت الوكالة بأن الصور "تظهر الظروف المثالية التي يعيشون فيها. انهم يتسلون، ويرتاحون، ويستمتعون بالقهوة والطعام خلال لعب الشطرنج. كأن هؤلاء البحارة مسرورون، فهم يمضون الوقت في ظروف جيدة في الضيافة الإسلامية للايرانيين بدل العمل وسط ظروف صعبة في الخليج".
• في برلين، أمل وزير الخارجية التركي عبدالله غول في "مزيد من التطورات الإيجابية" في الأيام المقبلة، مشيراً إلى ان بلاده تواصل الاتصالات بالجانبين.