يُصعَّد قرار رئيسة مجلس النواب الامريكي نانسي بيلوسي بتحدي البيت الابيض والاجتماع مع الرئيس السوري بشار الاسد من حرب الشد والجذب بين الديمقراطيين والرئيس الامريكي جورج بوش بشأن السياسة الخارجية.

وعلى الرغم من تحذيرات الرئيس بوش بأن المحادثات "غير بناءة" وقد ترسل "اشارات متباينة" فإن بيلوسي جلست اليوم مع بشار الاسد الذي تتهمه واشنطن بدعم الارهاب وزيادة عدم الاستقرار بالشرق الاوسط.

وينخرط الديمقراطيون الذين سيطروا على الكونجرس حديثا في معركة بالفعل مع
بوش تتعلق بمن يكون فعليا "صانع القرار" بشأن السياسة في العراق كما يضطلعون
بدور اكثر حسما على صعيد السياسة الخارجية.

واستنادا إلى اعتقاد بأن الناخبين منحوهم السيطرة على الكونجرس في انتخابات نوفمبر تشرين بسبب معارضتهم لحرب العراق يحاول الديمقراطيون دفع بوش لقبول موعد لسحب القوات الامريكية من العراق.

واستطلاعات الرأي في جانبهم. وكشف استطلاع اجرته مجلة نيوزويك مطلع الاسبوع
ان 57 بالمئة من الامريكيين يدعمون خطة الديمقراطيين للبدء في سحب القوات
المقاتلة بينما يعارضها 36 بالمئة.

لكن منتقدين يبدو قلقا من ان لمحة تجاوز في نهج الكونجرس.

وقال برايان دارلينج وهو محلل لشؤون الكونجرس يعمل في مؤسسة هيريتاج فاونديشن البحثية في واشنطن "رئيسنا هو القائد الاعلى للقوات المسلحة ونحن في حرب بالعراق واذا كانت رئيس مجلس النواب او اعضاء آخرون يجتمعون مع أمة ربما تكون تدعم معارضينا في الحرب فهذا غير لائق."

واضاف "إنه عمل كوندوليزا رايس ان تكون وزيرة خارجيتنا ورئيسة الدبلوماسية وليس رئيسة مجلس النواب."

وبيلوسي ليست اول عضو بالكونجرس او رئيس لمجلس النواب يدخل في مواجهة مع
رئيس بشأن السياسة الخارجية.

وقال فيل برينر الاستاذ الامريكي في العلاقات الدولية "ما من شك ان الديمقراطيين يشعرون بأنه يمكنهم تحدي الرئيس الآن بسبب تراجع التأييد الشعبي له وبالتحديد هم يتحدونه بخصوص سياسة لا تحظى بشعبية."

وفي الثمانينيات من القرن الماضي اثار رئيس مجلس النواب الديمقراطي جيم رايت غضب ادارة الرئيس ريجان باجتماعه مع رئيس نيكاراجوا دانييل اورتيجا.

وكانت ادارة ريجان تقدم الدعم المالي والعسكري لخصوم اورتيجا.

واكتسب رئيس مجلس النواب لقب "رئيس الخارجية" بسبب الدور المستقل الذي لعبه في محادثات سلام امريكا الوسطى.

وقال برينر "الامر لا يتعلق فحسب بحكومة منقسمة... انه يتعلق بقيام الكونجرس بدور صمام أمان حين يبتعد الرئيس اكثر مما ينبغي عما يعتقد التيار الرئيسي انه معقول."

ويبرر الديمقراطيون زيارة بيلوسي بالاستشهاد بدعوة مجموعة دراسة العراق من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لبذل جهد دبلوماسي اكبر مع سوريا وايران من اجل المساعدة في القضاء على العنف بالعراق. وتقاوم ادارة بوش رغم ان مسؤولين امريكيين التقوا في الآونة الاخيرة مع ممثلين ايرانيين وسوريين في مؤتمر اقليمي بالعراق.

واصبحت بيلوسي وهي ديمقراطية من كاليفورنيا هي التالية في خط الرئاسة الامريكية بعد نائب الرئيس وتصدرت محادثاتها رفيعة المستوى مع الاسد العناوين الرئيسية. وكانت الولايات المتحدة سحبت سفيرها من سوريا في مطلع عام 2005.

ويقول مايكل اوهانلون وهو باحث كبير في دراسات السياسة الخارجية بمعهد بروكينجز ان الديمقراطيين لم يشكلوا بعد سياسة خارجية بديلة.

وقال "لا احد يفترض ان بيلوسي تذهب إلى هناك بتوجه كبير مختلف تماما بالنسبة لكيفية التعامل مع سوريا."

وقال هنري ناو استاذ العلوم السياسية والشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن ان النزاع بخصوص من يتحكم في السياسة الخارجية الامريكية لن يحسم قط لأن الافرع التنفيذية والتشريعية تتقاسم المسؤولية بموجب الدستور.

على سبيل المثال الرئيس يناقش المعاهدات بنصح ورضا مجلس الشيوخ. الكونجرس يعلن الحرب لكن الرئيس هو القائد الاعلى للقوات المسلحة.

وقال ناو "الديمقراطيون سيواصلون القيام بما يفعلونه طالما ان الاستطلاعات تلمح ...انه ربما يرغب 60 بالمئة من الشعب الامريكي في تغيير الاتجاه في العراق."

مصادر
رويترز (المملكة المتحدة)