الوجود الصهيوني معلن وسافر في الفنادق والمراكز السياحية بشمال العراق تبين فعلاً أن خبراء صهاينة في فنون التعذيب والاعتداءات الجنسية هم الذين درّبوا الجنود الأمريكيين على أساليب التحقيق الوحشية مع المعتقلين العراقيين.

ذكرت صحيفة (معاريف) الصهيونية أن ما يُسمى بحكومة كردستان العراق شمال العراق على استعداد تامّ لافتتاح قنصلية صهيونية في مدينة أربيل في المستقبل القريب، وكان مسعود البارزاني قد صرحّ في الكويت مؤخراً أن إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني ليست جريمة، وأنه مستعد لافتتاح قنصلية صهيونية في أربيل في حال قررت الحكومة العراقية افتتاح سفارة للكيان الصهيوني في بغداد.

وصرَّح أحد الشخصيات العراقية البارزة مؤخراًً إن الوجود الصهيوني معلن وسافر في الفنادق والمراكز السياحية بشمال العراق، ويظهر ذلك التواجد العلني حيث يحرص الصهاينة على ارتداء غطاء الرأس الخاص بهم حتى يُقدّموا رسالة لها معنى فيه تحدّ للشعب العراقي وكل العرب بأنهم موجودون في العراق وتحت رعاية وحماية الأكراد.

ولا يقتصر ذلك الوجود على الشمال فقط، وأذكر أن أحد كبار الضباط السابقين في الجيش العراقي قال أنه توجّه مؤخراً إلى مقرِّ وزارة الدفاع للعمل بها بعد أن أصبح محتاجاً إلى العمل أو إلى مصدر للدَّخْل بعد تسريح الجيش عقب الاحتلال، وأخبرني أنه رأى أحد اليهود من الذين يرتدون القبعة اليهودية يروح ويجيء داخل مكاتب الوزارة.

وأكد المحللون: "أن جهاز المخابرات الصهيونية (الموساد) موجود في أماكن كثيرة رسمية داخل العراق، مستغلاً العلاقة الوثيقة مع الاحتلال الأمريكي، وقد بثّت المقاومة أشرطة مسجلة لعمليات تصفية لعملاء من (الموساد).

ويُضيف المحللون أن أمريكا غزت العراق من أجل تأمين الكيان الصهيوني كقوة عظمى ووحيدة في المنطقة، وطَمْس هوية العراق العربية والإسلامية، وقطع كل صلاته بتاريخه الحضاري العريق، وتوتير علاقاته مع دول الجوار وخاصـة مـع الـعالم العـربي.

ويُضيف المحللون :"ولو تأملنا أساليب تعامل قوات الغزو الأمريكي مع العراقيين أفراداً ومُدناً وتأمّلنا صور التعذيب الأمريكية ولجوء قوات الاحتلال إلى دهم البيوت ونسف المنازل وجرف المزارع وقلع البساتين.. لوجدناها تتطابق تماماً في تفصيلاتها مع ما تُمارسه القوات الصهيونية في فلسطين.

وقد تبين فعلاً أن خبراء صهاينة في فنون التعذيب والاعتداءات الجنسية هم الذين درّبوا الجنود الأمريكيين على أساليب التحقيق الوحشية مع المعتقلين العراقيين والتعامل مع المدن "الخارجة عن الطاعة"! فعند بدء الاستعدادات العسكرية الأمريكية ـ البريطانية لغزو العراق وضع الكيان الصهيوني نفسه في واجهة الأحداث الأمامية لهذا الغزو، باعتبار أن الحرب التي تشنّها أمريكا وبريطانيا على العراق هي حرب صهيونية بالدرجة الأولى، تأسيساً على الفكرة (الإسرائيلية) القائلة: بأن أيَّ حدث أو تغيير قد يتأتَّى عن هذا الغزو سيغيّر الوضع في المنطقة وفي الكيان الصهيوني بالذات، لذا فإن نتائج الغزو الأمريكي ـ البريطاني للعراق ستنصبّ في خدمة الأهداف الاستراتيجية الصهيونية، وتفتح الأبواب على مصراعيها أمام نشوء أوضاع جديدة ومختلفة، تُخرج الكيان الصهيوني من المستنقع الفلسطيني الذي بات يغوص فيه، وتخلّصه من الورطة الاستراتيجية التي تعيشها آلته العسكرية وانسداد أيّ أفق سياسي لحلِّ الصراع حسب المقاس "الشاروني" الصهيوني، إلى جانب الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تُهدد بانهيار الاقتصاد الصهيوني والانقسامات السياسية والاجتماعية والإثنية والطائفية التي تنخر جسد الكيان الصهيوني.

كما كشفت تقارير إعلامية عراقية عن أن شركة صهيونية فازت بعقدين للاستثمار في مجال التنقيب عن النفط الخام في العراق. وذكرت الأنباء أن شركة (سرسل) الصهيونية ـ التي أدرجها النظام العراقي السابق على القائمة السوداء للشركات المحظور التعامل معها ـ حصلت من خلال شركة عراقية على عقدين نفطيين للاستثمار في مجال التنقيب عن النفط الخام. وأوضحت الصحيفة أن الشركة ـ ومقرّها تل أبيب ولديها فرع ثانٍ في فرنسا ـ حصلت على العقدين تحت عباءة شركة عراقية تدعى (أميرة بكس) يقودها ويُشرف عليها فاسدون في شركة الاستكشافات النفطية التابعة لوزارة النفط، وهي تنتظر الفوز بعقد ثالث. وتسرّبت معلومات عن أن وحدات أمنية صهيونية دخلت بغداد في اليوم الثاني لسقوطها، حيث تحركت تلك الوحدات من أربيل باتجاه كركوك، ثم استقرت في بغداد، وكانت برفقة قوات كردية.

وقالت المصادر العراقية إن الوحدات الصهيونية التابعة للجنرال الصهيوني (ديفيد تزور) ـ المعنيّ بتطوير التعاون الأمني مع الأمريكيين في العراق ـ دخلت بغداد مرتدية ملابس مدنية، وبسيارات مدنية ـ أيضاً ـ مكتوب على لوحاتها "السليمانية"، و"أربيل"، وبتنسيقٍ كاملٍ مع قنوات أمنية أمريكية.

في هذا الأثناء كشفت المصادر الصحافية أن الوحدات الأمنية الصهيونية في بغداد وبالتنسيق مع حزب الجلبي كان هدفها إكتشاف مخبأ أرشيف المخابرات العراقية لأسباب ترتبط بعمليات (الموساد) الصهيوني خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وخاصة تلك المتعلقة بصلة المخابرات العراقية مع أجهزة الأمن الفلسطينية التي قادها صلاح خلف "أبو إياد" وخليل الوزير "أبو جهاد."

لا شيء يسير مصادفة فيما يتعلق بالمخطط الأمريكي ـ الصهيوني لإعادة فكّ وتركيب العالم العربي والإسلامي بما يخدم المصالح الصهيونية، ولا شك أن هدف الحرب الأمريكية على العراق ليس فقط امتصاص بترول العراقيين، ولكن ـ أيضاً ـ تأمين الجبهة الشرقية للكيان الصهيوني من الخطر العراقي الذي كان يقضّ مضاجع الصهاينة، وقلب العداء العراقي ضد الصهاينة إلى علاقات دبلوماسية بين البلدين رغماً عن أهل العراق.

المصدر: شبكة الرافدين الأخبارية