الوطن القطرية / آن ماكنمارا

وجه الرئيس بوش ومشتشاروه الكثير من الاتهامات المضحكة ضد منتقديهم في حرب العراق، ومن هذه الاتهامات التي تلقى جزافا انهم غير وطنيين وانهم يريدون ان يكسب الإرهابيون الحرب على الإرهاب وانهم لا يقدمون اي دعم للقوات الأميركية الموجودة على أرض بلاد الرافدين وقائمة الاتهامات.

تطول تقول تلك الاتهامات مضحكة بلا جدال ولكن اكثرها اثارة للضحك ما ورد على لسان الرئيس بوش بأن من ينتقد سياسته في العراق هم اولئك من لهم ابناء وبنات يخدمون في الجيش الأميركي هناك وبالتالي فإن سبب معارضتهم للحرب في العراق هو «عاطفي» بالدرجة الأولى.

ان ملاحظات بوش ليست عادية فهي تجرح مئات الآلاف من الأميركيين الذين خدم أبناؤهم وبناتهم واخواتهم واخوانهم وزوجاتهم في تلك الحرب أو في طريقهم للخدمة فيها. ان هؤلاء ليسوا مواطنين سذجا بل لديهم القدرة على ابداء أراء محددة وناضجة وواضحة بشأن الحرب. ولكن عندما سئل بوش عن دود خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في حديقة الزهور في البيت الأبيض قال «انها قضية عاطفية بالنسبة للسيد دود وهي كذلك بالنسبة للكثير من الناس في بلادنا».

وقال بوش «بالنسبة لقضية دود، فإن موقفه يميل للمعارضة لان ابنه سيطلب للخدمة في العراق قريبا.

ويقول دود انه غير موقفه من ادارة بوش ومن الحرب نتيجة لاعتبارات كثيرة منها حصوله على وضوح اكبر في الرؤية واطلاعه على الكثير من التفاصيل ورؤية الواقع الذي لا يسر أميركا ولا العراق على حد سواء.

ليس هناك اي خطأ في هذا القول ولكن هناك خطا بالتأكيد في اقوال البيت الأبيض التي نسبت الأسباب إلى قضايا شخصية وعاطفية وكأن الأمر ليس له علاقة ابدا ببوش وسياساته.

ان هذا شكل من اشكال الهجوم يعد مخجلا عندما يصدر عن رئيس حاول منذ اللحظة الأولى اعطاء صورة وردية للحرب التي كان يعتزم مؤخرا على اعتبار انها ستكون «حربا» مجانية فالعراقيون سيرحبون بالجيش الأميركي بالاحضان وان الحرب لن تكلف أميركا الكثير كون الانفاق عليها سيكون من عائدات النفط العراقية وان من سيكوتي بنيران هذه الحرب هي «بعض الاسر» الأميركية القليلة وليس الشعب الأميركي نفسه.

ان تصريحات بوش تعطينا انطباعا مخيفا بأن احدا لا يقول الحقيقة للرئيس مما يجعله يعيش في الاوهام والاحلام ويجد نفسه في النهاية غير مضطر لاعادة التفكير في سياساته.

ان موقف السيد ماثيو دود يظهر ان هناك أناسا على استعداد لكي يغيروا من مواقفهم لتكون اقرب إلى الواقع وهو شيء نفتقده في القائد الاعلى للقوات الأميركية الا وهو الرئيس بوش.