الوطن القطرية / محمد ظروف

لا أحد يتحدث عن السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، بل ان الجميع، يركز على احتمالات وسيناريوهات الحرب والمواجهات العسكرية، بدءا من توجيه ضربة أميركية قوية إلى ايران، مرورا باجتياح إسرائيلي جديد لجنوب لبنان، وانتهاء بوجود خطة اسرائيلية لشن عدوان واسع النطاق على سوريا الصيف المقبل!

وبات الرأي العام في المنطقة يعيش أجواء الحرب في كل ساعة، بل في كل لحظة، الأمر الذي انعكس على حياة الناس وأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي فقد تم ادخال الشرق الأوسط في لعبة الفوضى الشاملة التي يبشر بها المحافظون الجدد!

وكما هو واضح، فإن استمرار هذا الوضع، قد يدفع ببعض الأطراف إلى ارتكاب خطأ معين، قد يقود إلى وقوع حرب شاملة وكارثية، وذلك على غرار أزمة البحارة البريطانيين من قبل ايران، فلو ان طهران أخطأت في الحسابات والتقديرات، لكانت النتيجة، حربا مفتوحة بين ايران وبريطانيا ولدفعت المنطقة كلها الأثمان الغالية!

ويبدو ان هذا السيناريو قد يتكرر مرة أخرى خاصة في ضوء الحشد العسكري البحري الأميركي الضخم في مياه الخليج وبحر العرب، مع وصول حاملة طائرات ثالثة الى المنطقة، فهذه الحشود والتحركات العسكرية، تخلق أجواء مشحونة ومتوترة جدا في الشرق الأوسط، ويمكن لأي خطأ صغير، ان يقود إلى حرب شاملة.

والخطورة، تكمن في أن الدول الكبرى وذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، والمفترض انها المسؤولة عن الأمن والسلم في كل أنحاء العالم، هي التي تقود الأساطيل والجيوش وتدفعها صوب المنطقة، الأمر الذي يضع كل الفرقاء والقوى في مأزق صعب وحرج للغاية، في ضوء ان الدول الكبرى تخلت عن مسؤولياتها في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وباتت هي التي تقود الحروب والمواجهات العسكرية ضد الدول والشعوب.