بعد أربع سنوات على سقوط نظام صدام حسين في العراق، لا تزال الشكوك تحوم حول امكانية نجاح استراتيجية الرئيس الاميركي جورج بوش في هذا البلد رغم تأكيد الجيش الاميركي انه يحقق بعض التقدم في هذا البلد.
وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس "اعتقد انه سيتوجب علينا انتظار بضعة اشهر قبل ان نكون قادرين على الوصول الى استنتاجات فعلية" بشأن فرض الامن في العراق، واضاف "ان الاشارات الاولى ايجابية الا ان الوضع صعب"، رافضا الافراط في التفاؤل وهو ما كان يؤخذ على سلفه دونالد رامسفلد.

وكان الرئيس الاميركي قرر في كانون الثاني الماضي امام تدهور الوضع الامني في العراق ارسال نحو 30 الف جندي اميركي اضافي في محاولة لفرض الامن في بغداد بشكل خاص.

من جهته قال المتحدث العسكري الاميركي في العراق الجنرال وليام كالدويل أمس الاثنين في مقابلة مع شبكة التلفزيون "سي ان ان" ان "النية هي في ايجاد مناخ يتيح للزعماء السياسيين العراقيين ردم الهوة بين بعضهم البعض واستعادة وحدة البلاد".
وكان الجنرال كالدويل اكثر تفاؤلا من غيتس حول الوضع في العراق، وقال "تجولت في بغداد قبل يومين وبامكاني القول ان هناك فرقا مقارنة مع ما كان يحصل قبل شهرين، بالامكان الشعور بالفرق عند الناس".

وتابع الجنرال الاميركي "لا تزال امامنا تحديات لا بد من مواجهتها، انا لا اريد ان اقلل من اهمية هذا الامر الا ان الناس يلاحظون ان حياتهم تتحسن ويرون بارقة امل للمرة الاولى".
وقال انه على مقياس من واحد الى عشرة بالنسبة الى الوضع الامني في العراق وعلى اساس ان رقم العشرة هو الافضل، فان بغداد انتقلت من الرقم اربعة او خمسة الى الرقم ستة او سبعة خلال الشهرين الماضيين.
الا ان التصريحات المتفائلة حول الوضع في العراق لا تزال تقابل بكثير من التشكك في الولايات المتحدة، فقد وُجِهت انتقادات الى المرشح الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية جون ماكين لانه اعلن في بغداد في الاول من نيسان ان "الامور تتحسن" بعد قيامه بجولة في احد اسواق العاصمة العراقية وسط حراسة مشددة.
وقال ماكين في مقالة كتبها في الواشنطن بوست "لم يكن احد اكثر مني انتقادا للتقارير التي كانت تتكلم عن تقدم كبير لا يتلاءم مع الواقع في العراق".

ولا يحظى قرار بوش بارسال المزيد من القوات الى العراق بشعبية في الولايات المتحدة، كما ان الديموقراطيين يعارضون بشدة خطته هذه في الكونغرس الذي يسيطرون على اكثريته.
وفي بغداد اقر المتحدث العسكري الجنرال مارك فوكس بان السنوات الاربع الاخيرة في العراق كانت "مخيبة للامال ومحبطة والوضع يزداد خطورة في مناطق عدة من البلاد رغم تحقيق بعض التقدم المهم".

وتظاهر مئات آلاف الشيعة اليوم الاثنين في النجف بمناسبة الذكرى الرابعة لسقوط نظام صدام حسين الا انهم في الوقت نفسه هتفوا بحياة زعيمهم مقتدى الصدر المتواري عن الانظار واطلقوا شعارات مناهضة للولايات المتحدة واحرقوا اعلاما اميركية.
وتعليقا على هذه التظاهرة، قال الناطق باسم البيت الابيض غوردون جوندرو ان العراق اضحى بعد اربع سنوات على اطاحة صدام حسين "مكانا يمكن للناس فيه التجمع بحرية والتعبير عن رأيهم في حين لم يكن باستطاعتهم ذلك في عهد صدام"، لكنه اقر بانه لا يزال يتعين تحقيق "المزيد من التقدم".

مصادر
وكالة الانباء الفرنسية (فرنسا)