في منتصف الشهر الجاري يكون مر عام على تولي ايهود أولمرت رئاسة الحكومة الاسرائيلية وسط حملات انتقاد مستمرة لطريقة إدارته للحرب اللبنانية بالاضافة إلى فضائح الفساد التي تلاحقه وتزيد الخناق حول مسيرته السياسية فيما تدنت شعبيته إلى أدنى مستو لها.
وتمثل تحقيقات اللجنة الرسمية حول الحرب اللبنانية السيف المسلط على رقبة أولمرت في الوقت الحالي خاصة بعد تقييم هذه الحرب كفشل واضح لاسرائيل.
وإذا ألقت اللجنة بالمسؤولية بشكل مباشر على أولمرت ووزير دفاعه عمير بيريتس فان النتيجة الطبيعية هي اضطرار الاثنين لتقديم استقالتهما ولعل هذا الامر ليس ببعيد مع اقتراب موعد نشر نتائج التحقيقات في النصف الثاني من الشهر الجاري.
وعلى الرغم من اعتراف أولمرت أنه غير محبوب بين أبناء شعبه إلا أنه أكد رغبته في استكمال بقية مدته في المنصب.
وتقف نتائج استطلاعات الرأي حائلا أمام مستقبل أولمرت حيث أظهرت تراجع التعاطف معه بعد سقوط رئيس الوزراء السابق ارييل شارون في غيبوبة طويلة وسط توقعات المراقبين بفشل أولمرت في أي انتخابات جديدة بشكل مدو أمام خصمه بنيامين نتنياهو الذي قد يحصل مع حزب الليكود على نحو 40 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغة 120 مقعدا.
ولعل الشلل السياسي الذي يعاني منه أولمرت قد دفعه أثناء زيارة المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل إلى اقتراح عقد لقاء قمة مع زعماء الدول العربية المعتدلة والفلسطينيين وهي محاولة ينظر إليها أهل الخبرة على أنها وسيلة لانعاش مشاعر التعاطف معه.
وجاء اقتراح أولمرت بعد إغلاقه ملف الانسحاب الجزئي من الضفة الغربية وفي ظل تداعيات الحرب اللبنانية واستمرار الهجمات الصاروخية المنطلقة من قطاع غزة ليلقي بظلال حول قدرة إسرائيل على تحقيق السلام حيث أظهر استطلاع جامعة تل أبيب أن 72 بالمئة من الاسرائيليين ونسبة كبيرة من الفلسطينيين لا يعتقدون في قدرة الحكومة الحالية على خوض مفاوضات سلام بسبب حالة الضعف الشديد الذي تعاني منه.
من ناحية أخرى يعتقد نحو نصف الاسرائيليين أن مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية والتي تهدف إلى التطبيع بين إسرائيل وجميع الدول العربية مقابل الانسحاب إلى حدود عام 1967 أساس مقبول لمفاوضات السلام.
ويصف الكاتب الاسرائيلي يورام كانيوك رئيس الوزراء بأنه تحول إلى "كبش فداء" رغم التأييد الواسع الذي كان الشارع ووسائل الاعلام قد أبداه لحربه ضد ميليشيا حزب الله ويقول "إذا رغب الشعب الان في الدم والانتقام فعليه الهجوم على أولمرت" ويضيف "سيسقط أولمرت حتما وسيأتي نتنياهو وحينها سيسقط الجميع بشكل مؤلم".