اقتصر الاحتفال الذي اقامته القيادة القومية لحزب البعث الحاكم في سوريا لمناسبة مرور 60 عاما على تأسيس الحزب على حفل استقبال في دمشق وذلك جريا على التقليد الجديد الذي أرساه الرئيس بشار الاسد منذ توليه للحكم العام 2000، حيث تم الغاء الكثير من المظاهر الاحتفالية المبالغ فيها التي كانت تنظم في المناسبات الوطنية والاعياد القومية وكان المؤتمر القطري العاشر للحزب الذي انعقد في شهر مايو من العام 2005 قد أدخل الكثير من التعديلات الاساسية الى فكر «البعث» وعقيدته كجزء من استراتيجية الاصلاح والتطوير التي امتدت اليه لكن ما يزال الجدل دائرا حول المادة الثامنة من الدستور السوري التي تنص على ان «حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع» وتطالب احزاب وقوى المعارضة السورية بالغاء هذه المادة من اجل افساح المجال امام اوسع مشاركة وطنية في الحياة السياسية العامة ويتطلب هذا اصدار قانون للاحزاب وتشير بعض المصادر الى ان هذا القانون قد يصدر أواخر العام الجاري. وكانت قيادة الحزب قد شكلت لجنة من اجل دراسة ومناقشة عدة صيغ ومقترحات لقانون الاحزاب وكان الدكتور محمد الحبش عضو مجلس الشعب السوري السابق اكد لـ الوطن انه سيتم الغاء المادة الثامنة من الدستور التي تشير الى ان البعث هو قائد الدولة والمجتمع في اعقاب انتخابات مجلس الشعب العامة التي من المقرر ان تجرى يوم 22 ابريل الجاري ويرى المراقبون في دمشق ان سوريا مقبلة على تطورات ومتغيرات هامة ونوعية خاصة بعد اجراء الاستفتاء الشعبي العام لتمديد ولاية الرئيس بشار الاسد في 22 مايو القادم بفترة رئاسية ثانية تمتد لسبع سنوات قادمة لافتين الى ان بوادر هذه المرحلة بدأت تلوح في الافق السياسي.

ولم يعقد اي مؤتمر قومي لحزب البعث الحاكم في سوريا منذ رحيل الرئيس حافظ الاسد العام 2000، وما يزال منصب الأمين العام للحزب شاغرا حتى الآن ويتولى عبدالله الاحمر منصب الامين العام المساعد للحزب وتشير بعض التوقعات الى احتمال عقد المؤتمر القومي القادم؟ اما نهاية العام او مطلع عام 2008 في حين تؤكد مصادر مطلعة انه قد تم ارجاء عقد المؤتمر الى اشعار آخر. ويعتبر المؤتمر القومي أعلى هيئة قيادية في الحزب وذلك الى جانب المؤتمر القطري الذي يقوم عادة بانتخاب اعضاء القيادة القطرية واللجنة المركزية. وعادة فان اعضاء القيادة القطرية هم اعضاء اصلا في المؤتمر القومي الى جانب القيادات الحزبية في الدول العربية والاجنبية. اذ ان هناك اكثر من قيادة قطرية لحزب البعث في كل من لبنان واليمن والعراق وتتبع هذه القيادات القيادة القومية التي تشرف على تسيير وادارة شؤون الحزب خارج سوريا وكان حزب البعث قد تأسس رسميا يوم السابع من ابريل عام 1949 وهو حكم في بلدين عربيين بارزين: هما سوريا والعراق في عهد الرئيس السابق صدام.