إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش تواجه الآن تحدياً جديداً، بعد الزيارة المثيرة للجدل التي قامت بها مؤخراً رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى دمشق، حيث ظهرت دعوات جديدة من السناتور الجمهوري ارلين سبيكتر ومادلين اولبرايت، وزيرة الخارجية السابقة في إدارة الرئيس بيل كلينتون، تطالب الحكومة الأمريكية بإجراء اتصالات مع سوريا، باعتبار أن ما فعلته بيلوسي هو الصواب وأن الحوار هو الطريق المؤدي إلى دمشق، لا كما يرى بوش ونائبه ديك تشيني في الزيارات تقويضا لجهود واشنطن عزل الرئيس السوري بشار الأسد ومكافأة له.
إن زيارات وفود الكونجرس الأمريكي الاخيرة إلى العاصمة السورية،خاصة الوفد الذي ترأسته بيلوسي وضم سبعة أعضاء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بينهم توم لانتوس رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس النواب وكيث إيليسون أول نائب أمريكي مسلم، ومن قبلهم فرانك وولف وجو بيتس وروبرت أدرهولت من الحزب الجمهوري، وكذلك النائب الجمهوري داريل عيسى، أعطت رسالة واضحة بان الطريق إلى دمشق يمر عبر الحوار الجدي والمفاوضات المباشرة لحلحلة العقد، وان الخلافات في الرأي والمواقف لا تعني اغلاق هذا الطريق، وانتهاج سياسة التهديد والوعيد التي تتبعها الادارة الامريكية التي اثبتت فشلها تماما والشاهد على ذلك مايحدث حاليا مع ايران ومن قبلها مع كوريا الشمالية.
بيلوسي ثالث أهم شخصية في الولايات المتحدة بعد بوش ونائبه تشيني، بزيارتها سوريا والتي تعد الأرفع منذ العام 2003 افرحت دمشق كثيراً واغضبت واشنطن أكثر، فالأولى استثمرتها جيداً لتؤكد أنها عصية على العزل ، وأنها ترغب في الحوار باعتباره الطريق الاسرع لانهاء الخلافات. وغضب الثانية حيث اظهرت مدى الصراع المحموم بين الجمهوريين والديمقراطيين،والاهم من ذلك كانت الزيارة بمثابة التحدي الحقيقي لإدارة بوش في دول لا ترغب في التعامل معها كسوريا، ومواصلة من جانب الديمقراطيين لاختراق المحظورات وشق عصا الطاعة على الرئيس الجمهوري مشكلين عقبة حقيقية أمام عمل إدارته على الصعيدين الداخلي والخارجي لاظهار فشل الساسية الأمريكية بالمنطقة بشكل عام