تبدأ اليوم (الأربعاء) في العاصمة السورية دمشق اجتماعات اللجنة العليا السورية التونسية المشتركة، في دورتها الثامنة بهدف تعزيز وتطوير آفاق التعاون بين البلدين، في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والتنموية. واجتماعات اللجنة المشتركة والتي تستمر يومين، يرأسها عن الجانب السوري رئيس الوزراء ناجي عطري، وعن الجانب التونسي الوزير الأول محمد الغنوشي، الذي سيجري مباحثات مع عدد من المسئولين السوريين، تستهدف تعزيز علاقات التعاون بين سورية وتونس. ووفقاً لمصادر حكومية سورية فإن الوزير التونسي، سيلتقي الرئيس السوري بشار الأسد على هامش الاجتماعات، وسيوقع الجانبان على عدد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون، في مجال النفط والثروة المعدنية والكهرباء والري والزراعة والإعلام والتربية والسياحة. كما سيلتقي رجال أعمال سوريين، نظرائهم التونسيين على هامش اجتماعات اللجنة. وترى أوساط اقتصادية أن حجم التبادل التجاري بين البلدين "متواضع جداً"، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بينهما نحو 40 مليون دولار، مع ميل في الميزان التجاري لصالح سورية بنسبة 60% تقريباً. وتصدر سورية إلى تونس بشكل أساسي القطن، ثم يليه القمح والأقمشة، وتستورد من تونس ألواح الصلب والورق والكرتون، وبعض المواد الكيميائية الصناعية وغيرها.

ويشتكي رجال الأعمال السوريين والتونسيين من عدة معوقات، تحول دون انسياب السلع والبضائع بين البلدين بشكل سهل، منها عرقلة السلطات السورية لحركة رجال الأعمال السوريين، وعدم تفعيل العديد من الاتفاقيات التجارية بين الجانبين، والمبالغة في فرض الرسوم والضرائب من الجانب التونسي على البضائع السورية، ويدعون إلى ترويج عمليات الاستثمار وتنشيط التصدير والاستيراد بين البلدين، وإعادة تسيير الرحلات الجوية السورية نحو تونس والتي أوقفت قبل نحو عام بدعوى أنها خاسرة. ويشار إلى أن سورية وتونس تحرصان، على وجود علاقات سياسية وأمنية جيدة، وقامت سورية بتسليم تونس، العديد ممن وصفتهم بـ"المتطرفين" التونسيين، في إطار التعاون بين سورية وتونس في مكافحة الإرهاب.