تزداد حدة لهجة أنقرة بشكل واضح ضد جارتها العراق بسبب التوترات المتصاعدة بين تركيا وأكراد شمال العراق.
وقالت وسائل إعلام تركية أمس الاربعاء إن مجلس الامن القومي في أنقرة هدد بـ "إجراءات سياسية واقتصادية وغيرها" إذا لم يتصدى العراق لحزب العمال الكردستاني الذي ينفذ عملياته من شمال العراق.
وعلَّقت مجموعة من الصحف التركية على الوضع قائلة إن تركيا لا تستبعد عمليات عسكرية عبر الحدود إذا لم تفلح الضغوط السياسية والاقتصادية على العراق.

وكتبت صحيفة "ميليت" أن "العملية العسكرية" هي رسالة مجلس الامن القومي إلى العراق في حين تحدثت صحيفة "راديكال" عن "خطة ذات ثلاث مستويات".
وطالبت أنقره بغداد في مذكرة احتجاج مطلع الاسبوع الجاري بوقف أنشطة حزب العمال الكردستاني شمال العراق وتسليم "الارهابين" لتركيا.

وأشارت أنقرة بوضوح إلى الخيار الذي يكفله لها "القانون الدولي" بمواجهة حزب العمال الكردستاني المصنف على أنه منظمة إرهابية عبر الحدود أيضا.
وكانت عملية قام بها الجيش التركي ضد المتمردين الاكراد جنوب شرق تركيا قد أودت مطلع الاسبوع الجاري بحياة عشرة جنود و 14 من أعضاء حزب العمال الكردستاني.
وتأتي مذكرة الاحتجاج التركية بمثابة رد على رئيس حكومة اقليم كردستان، مسعود البارزاني بخصوص موقف تركيا من وضع مدينة كركوك العراقية الغنية بالنفط.

وقال البارزاني في مقابلة تلفزيونية إنه ذا تدخلت تركيا نيابة عن الاقلية التركمانية في العراق فيما يتعلق بوضع كركوك فإنه سيتدخل بالنياية عن الاقلية الكردية الكبيرة نسبيا في جنوب شرق تركيا.
وتشعر تركيا بالقلق منذ فترة طويلة إزاء جهود اكراد العراق لضم كركوك الى إقليم الكردستاني المحكوم ذاتيا.
وتتخوف تركيا من انه اذا اصبحت كركوك جزءا من إقليم كردستان فإن هذا سيجعل الاكراد يعلنون استقلالهم في نهاية الامر وبهذا يغذون النزعة الانفصالية لدى الاقلية الكردية في تركيا.