عندما تتراكم الانتقادات حول مجلس الشعب يصبح المرشحون وكأنهم يحومون في مجالات مطلقة لن يستطيع أحد أن يخرجنا منها، لكنني لن أقف على حدود "الانتقاد"، أو حتى ضمن مجال "الحياد" تجاه "التشريع" الذي يبقى مستقبل المجتمع... فالدور التشريعي مهما كانت صوره أو الخلافات حوله لكنه يبقى طيف الحلم الذي نسعى إليه.

الانتخابات في النهاية مرحلة واحدة، ولكن رؤيتنا للمستقبل هي حركة الحياة، وعندما أبحث عن الأسماء التي أحاول وضعها في صندوق الانتخابات فإني أدخل في زمن آخر لا يراقب فقط، بل يحاول فتح الأبواب على المرشحين وعلى المجتمع في آن، وهذه الصورة تلازمني رغم مساحة الهدوء التي تحوم في المجال الانتخابي، فعندما تتعبيني الحملات والترشيحات، لا أرى إلا حلمي.. وعندما يصبح التنافس بين العناوين أحاول أن أضع "البرنامج" الخاص الذي يكسر الحدود باتجاه الناخبين والمرشحين.

ومنذ اللحظة الأولى لم أشعر أن الانتخابات موضوعا للكتابة، لأنه مسألة داخل تفكيري، وربما تفكير المجتمع الذي لا يريد فتح أبوابه أو إرغام المرشحين على فتحها.. لا يريد طرق مساحة "الأعضاء" المقبلين إلى الدور التشريعي، أو رمي الأسئلة عليهم.. لا يريد أن يعرف أن المسألة أعقد من "المقاطعة" أو "المشاركة"... إنها "التفاعل" الذي يمكن أن يبدأ من نقطة محددة، فبعد أيام ربما نشهد لونا جديدا في الحملات الانتخابية، وأنا أتمنى أن نبدأ في طرح الأسئلة بدل التوقف عند حدود الانتقاد أو الحديث عما يجري وكأنه ينتمي لزمن لا نعيشه و أناس لايعنوننا .

إنها مجرد كلمات أحاول ان أبعثرها قبل أن يأتي يوم "الانتخاب".. لأن مشكلتي ليست في صناديق الاقتراع، فهي خلاصة حركتي أو حركة المجتمع أو حتى سعي المرشحين للتعامل مع الناس بثقة وليس بإبهار بصري.. وعندما أحمل حلمي الى "الصندوق" أعرف على الأقل أنني حاولت أن أرسم هذا الحلم ..مارست حقي ولو على الورق، وأن خياراتي ليست محدودة فقط بالحملات، بل أيضا بكل همسة أو كلمة مارستها، بدء من "افتراض" أنني مرشحة على الشبكة، وانتهاء بالتفاصيل التي قادتني داخل "الحملات.

حقي في الانتخاب أو الحلم سيبقى معي حتى ولو كانت الصور تحاصرني.. وحقي في "التشريع الجديد" ستلازمني في كل الأزمنة.. وحقي هو ملكي وليس مساحة مفتوحة للأقلام كي تنبش به، لأن مهمتها نبش مشاريع المرشحين، أو طرح الأسئلة كي نفتح الأبواب التي أوصدناها على أنفسنا.