ممكن رغم العقبات الضخمة.

قال مسؤول رفيع بوزارة الخارجية الامريكية إن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس تنوي زيارة الشرق الاوسط مرة كل شهر تقريبا لمناقشة رغبة ادارة بوش في دعم عملية السلام خلال العامين الأخيرين لها في السلطة.

واعترف مسؤولون أمريكيون كبار خلال مقابلات هذا الاسبوع بالتحدي المتمثل في حمل زعيمين على قدر من الضعف السياسي هما رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس على المشاركة بجدية في عملية السلام.

كما أكدوا رغبتهم في أن يروا دولا عربية مثل السعودية تبدأ في الانخراط مع اسرائيل في خطوة ربما توفر غطاء سياسيا للفلسطينيين لقبول حلول وسط اذا بدأت اي مفاوضات سلام حقيقية.

ويعتزم اولمرت وعباس الاجتماع يوم الاحد في اول اجتماع من سلسلة محادثات تجرى كل اسبوعين والتي ربما تعمل على بناء الثقة وتساعد الجانبين على البدء في التعامل في نهاية المطاف مع اكثر القضايا الشائكة والمتعلقة بالحدود ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس.

وقال مكتب اولمرت يوم الجمعة إن قضايا "الوضع النهائي" لن تكون على جدول الاعمال في اجتماع الاحد.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الامريكية لرويترز "لم نصل إلى هذه المرحلة بعد. ربما يمكن بلوغ تلك النقطة خلال الاشهر القليلة القادمة بحلول الصيف."

وأضاف "أعتقد أنها يجب ان تتحقق من خلال جهود يبذلها الاسرائيليون والفلسطينيون وكذلك العرب."

واتهم دبلوماسيون عرب ومحللون في الخارج ادارة بوش بالتقصير لما اعتبره المنتقدون ست سنوات من التجاهل النسبي للصراع الاسرائيلي الفلسطيني.

وقال السفير المصري لدى الولايات المتحدة نبيل فهمي إن من الضروري احراز تقدم قريبا اذا كانت رايس تريد تبديد الشكوك العربية حول نوايا والتزامات الولايات المتحدة.

وقال للصحفيين في شهر أبريل نيسان"فيما تعود مرة تلو الاخرى (إلى المنطقة) يجب أن يكون هناك المزيد على المائدة ليس فقط من خلال ما يقوم به الاسرائيليون والفلسطينيون ولكن من خلال ما تطرحه ايضا."

وأضاف "لن يكون كافيا القول بان العملية تعد انجازا في حد ذاتها. يجب بحلول اوائل الصيف ان تكون هناك .. اشارة قوية بان هناك التزاما بالتعامل مع قضايا الوضع النهائي اذا لم يكن هناك بعض التقدم والوضوح في موقف كل من الاسرائيليين والفلسطينيين بشأنها (قضايا الوضع النهائي) ."

وتراجعت مكانة اولمرت السياسية بسبب الحرب التي خاضتها اسرائيل لمدة 34 يوما مع مقاتلي حزب الله اللبناني الصيف الماضي.

وخسرت حركة فتح التي يتزعمها عباس الانتخابات البرلمانية امام حركة المقاومة الاسلامية حماس العام الماضي وتشارك الان في حكومة ائتلافية مع حماس التي تعتبرها الولايات المتحدة واسرائيل منظمة ارهابية وترفضان التعامل معها.

وقال مسؤول "اهتمامنا الرئيسي في الوقت الراهن هو دعم ابو مازن (عباس) والتأكد من ان حماس ليست في وضع يمكنها من الهيمنة عسكريا واقتصاديا وسياسيا."

وقال المسؤول ان واشنطن تأمل يزيد مبلغ الستين مليون دولار الذي تعتزم انفاقه لدعم الحرس التابع لعباس وتغطية نفقات امنية اخرى عدة امثال بأموال عربية.

واضاف ان تعزيز قوات الامن التابعة لعباس وانعاش الاقتصاد الفلسطيني "اشياء .. تضع الاساس لاي مفاوضات ناجحة وقتما تعقد."

وقال مسؤول رفيع اخر إن الادارة تتسم بالواقعية فيما يتعلق بصعوبة اقامة دولة فلسطينية قبل انقضاء فترة رئاسة بوش.

وقال "سنعالج هذا الامر بحرص وبطريقة منهجية. لن نيأس."

واضاف "نتوقع المساهمة في هذا المجال. لاحظوا كلمة نتوقع وليس نأمل."

وقال مسؤول اخر "يزداد الامر صعوبة .. اعني أن الوقت يمر."

مصادر
رويترز (المملكة المتحدة)