استطلعت (وكالة الانباء المركزية) عددا من النواب من كتل التغيير والاصلاح والتنمية والتحرير والوفاء للمقاومة حول قراءتهم للمواقف التي اطلقها المفاوض السوري ابرهيم سليمان من داخل الكنيست الاسرائيلي واعلن فيها عن مفاوضات بين الجانبين وعن استعداد سوريا لقطع علاقاتها مع حزب الله في حال تم السلام مع تل ابيب.

وفي هذا الاطار اكتفى حسين الحاج حسن بالقول لا تعليق.
وعما اذا كان قرار عدم التعليق متخذاً من قبل نواب حزب الله كافة قال: اعتقد ذلك .

اما النائب فريد الخازن فعلق بالقول: الجديد في موضوع اللقاءات التي لم تنقطع يوما بين اسرائيل وسوريا وخصوصا منذ العام 1995 هو الشكل، فللمرة الاولى يذهب شخص للاجتماع بالاسرائيليين في الكنيست، صحيح انه سوري يملك الجنسية الاميركية الا انه معروف عنه انه على علاقة مباشرة وتواصل مع النظام في سوريا وكان مسؤولا عن المفاوضات التي كانت قائمة اخيرا وتم الاعلان عنها لاحقا كما انه مقرّب جدا من النظام السوري. والصفة الاهم للرجل هي هذا القرب من النظام وليس لكونه مواطنا اميركيا.

المفاوضات لم تتوقف
أضاف: المفاوضات لم تتوقف مباشرة او بالواسطة في السر او في العلن في خلال كل المراحل وبعد تسلم بشار الاسد السلطة ومع كل الحكومات الاسرائيلية وفي العام 2000 بلغت الامور اقصى مداها وكان متوقعا ان يتم التوقيع على معاهدة سلام بين اسرائيل وسوريا في جنيف بعد اللقاء التاريخي آنذاك حيث كان اتفاق على مختلف المسائل الاساسية وكان التصريح الشهير لوزير الخارجية فاروق الشرع في الولايات المتحدة عندما اجتمع مع الرئيس بيل كلينتون كممثل للرئيس الاسد حين قال ان النزاع مع اسرائيل هو نزاع حدود وليس نزاع وجود.

ومن لم يكمل هذا الطريق آنذاك هو اسرائيل وليس سوريا ما يعني ان ما يحصل اليوم هو اعادة اطلاق هذا التفاوض من قبل الطرفين علما انه في اسرائيل لا قرار في الامر لكن الواضح ان هناك رغبة سورية للدخول بالمفاوضات.
وعما اذا كان استئناف التفاوض في هذه المرحلة هو نتيجة الضغوطات التي تتعرض لها سوريا قال: الضغوطات هي احد الاسباب لكن الموضوع كان مطروحا ولم يصر الى صرف النظر عنه وَمن لم يتخذ قرارا في الموضوع هو اسرائيل وليس سوريا خلافا للمعلومات التي تعلن والاجواء التي تشاع حول ان سوريا هي في مواجهة اسرائيل.
وتابع: المفارقة هي انه في الوقت الذي تقدمت فيه سوريا بأشواط في المفاوضات مع اسرائيل وكانت على وشك توقيع اتفاق سلام أشيعت اجواء من قبل النظام السوري ومن الاطراف المقرّبة من هذا النظام تعاكس واقع الامور.
وختم: مما لا شك فيه ان السلام مع اسرائيل سيؤدي حتما الى تغيير في واقع الامور وسيغير العلاقة بين سوريا وايران وعزل الوضع الفلسطيني. اما بالنسبة الى حزب الله فأعتقد ان النظام السوري لن يعلن قطع العلاقات وسيؤكد ان هذا موقف سليمان وليس موقفه الا ان اي تسوية بين اسرائيل وسوريا سيترتب عنها امور كثيرة تعتبرها اسرائيل حيوية بالنسبة اليها ومنها موضوع حزب الله.

زعيتر
من جهته، قال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب غازي زعيتر: لا يمكن ان أبني على معلومات اعلامية لاعتبر ان سليمان هو مفاوض سوري وان هناك مفاوضات سورية - اسرائيلية، هو مواطن سوري يملك الجنسية الاميركية وكل ما نعرفه انه دُعي من لجنة اسرائيلية الى الكنيست الا ان احدا لا يعرف حقيقة النشاط الذي يقوم به وطبيعة مهمته، ليس مستغربا ان يزور شخص اميركي اسرائيل.

اضاف: على مدى سنوات طويلة ومنذ بدء الصراع وبعد المصالحات الفردية التي حصلت بين مصر واسرائيل والاردن واسرائيل لم تكن سوريا تعمل تحت الطاولة ومواقفها المعلنة دائما من مؤتمر مدريد والارض مقابل السلام ومبادىء الشرعية الدولية لم تتراجع عنها يوما.

اما المعلومات الاعلامية وما ظهر على الشاشات التي جمعت بالصورة والصوت المفاوض سليمان مع لجنة الخارجية في الكنيست لا يمكن وضعها في خانة المفاوضات الرسمية السورية مع اسرائيل. من هنا فنحن نشكك بهوية المفاوض وهدفه.
وعن رؤيته لعدم صدور اي موقف او نفي سوري للامر قال: السوريون لطالما تجاهلوا هذا الرجل منذ الماضي وهو كان ظهر في محاولة للدسّ على الموقف السوري للايحاء بأن ثمة مفاوضات تحت الطاولة ومنذ ذلك الوقت كشفت الامور بأن الرجل لا يحاور باسم السوريين وفي المختصر، فاننا لم نعتد على سوريا تحاور بهذا الاسلوب.
واذ شكك بأهداف وتطلعات سليمان اكد ان ما تطرحه سوريا لم يتغير منذ سنوات طويلة وهي لا زالت على موقفها الوطني والقومي ولا اعتقد انها ستبدّله في لحظة نتيجة الضغوط الدولية التي سيكون لها حدود حتما.