أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم أنه سيواصل العمل لتغيير موقف الإتحاد الأوروبي بشأن استئناف المساعدات المالية إلى الفلسطينيين، وأعرب عن "أمله" بإنجاز صفقة تبادل الأسرى مع الإسرائيليين. وقال عباس، إن تصريحات بنيتا فيريرو فالدنر، مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بشأن عدم إمكانية استئناف المساعدات المالية للفلسطينيين بين عشيةٍ وضحاها، إن هذا "لن يحبطنا". وأضاف رئيس السلطة الفلسطينية، عقب لقاءه الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس الثلاثاء، "سنثابر ونعمل بكل جد لتغير الموقف الأوروبي وستستمر بمطالبتنا لفك الحصار". وأوضح، في تصريحات للصحافيين في قصر الاليزيه، "أن شيراك أبدى تفهما واستعدادا ورغبة حقيقية بفك الحصار عن الفلسطينيين، وأبدى تعاطفا مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية".

وعبر الرئيس الفلسطيني عن "قلقه الكبير" إزاء استمرار الحصار، وقال إن "أهم ما يشغلنا هو الحصار المالي والاقتصادي الذي نسعى لفكه عن الشعب الفلسطيني، ويمكن أن يتطور الوضع وسيزداد التطرف في المنطقة وقد لا نستطيع السيطرة على الأوضاع". وقال، عباس ردا على سؤال لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء فيما إذا كان بحث ملف تبادل الأسرى مع الرئيس شيراك، "لقد بحثت هذا الملف مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت، وهناك مساع تبذل من قبل أشقائنا المصريين وهناك صفقة تبحث بين الأطراف المعنية وآمل أن يتم تبادل الأسرى في أقرب وقت". وأضاف "هذا موضوع يحتاج لجهود كل الأطراف".

وأشاد عباس بالرئيس الفرنسي المنتهية ولايته شيراك، وقال إنه قد لشكر "هذا الرجل العظيم لما فعله وقام به تجاه الشعب الفلسطيني، وأبلغته أن بلدية رام الله قررت إطلاق اسمه على أحد أهم شوارع المدينة". ونقل عباس عن شيراك "تأكيده" على أن الموقف الفرنسي لن يتغير إزاء القضية الفلسطينية أيا كانت نتيجة الانتخابات الرئاسية التي ستجري دورتها الأولى يوم الأحد القادم. ومن جهته أعرب شيراك عن امتنانه لإطلاق اسمه على شارع في رام الله واعتبر قرار بلدية رام لله "شهادة صداقة من الشعب الفلسطيني إلى الشعب الفرنسي"، وأكد الرئيس الفرنسي أن بلاده ستواصل سياسة تهدف إلى تعايش دولتين (فلسطينية وإسرائيلية) بسلام جنبا إلى جنب، وأنها تدعم جهود عباس لأنه يجسد التزام الفلسطينيين بالسلام، وفق ما نقل المتحدث باسم الاليزيه جيروم بونافون. وأكد شيراك لعباس "تأييد" باريس لاستئناف المساعدات المالية المباشرة إلى الفلسطينيين، وشدد على أهمية تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والفلسطينيين.

وقال بونافون إن شيراك بحث الموضوع اللبناني مع عباس وشرح له الأسباب التي تبرر اصرار باريس بقيام محكمة دولية لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وفيما يتعلق بمسألة استئناف المساعدات المباشرة عبر الحكومة الفلسطينية أوضحت مصادر فرنسية مطلعة أن الموقف الأوروبي منقسم بشأنها، وقالت إن شيراك حث عباس على تكثيف اتصالاته مع مختف الدول الأوروبية لإقناعها بهذا الموضوع. ورأت المصادر أن فرنسا ترى ضرورة استئناف المساعدات المباشرة بما يمثل ذلك من مواكبة للخطوات الايجابية التي بدأت مع اتفاق مكة وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، ولقطع الطريق على "أعداء السلام"، الذين يتذرعون بموقف الأسرة الدولية إزاء الفلسطينيين.