يتوقع المراقبون في العاصمة السورية أن تثار قضايا قانونية عديدة بعد انتهاء الانتخابات التشريعية في 23 أبريل الجاري بعد أن تجاوزت الحملات الإعلانية لبعض المرشحين السقف الذي حددته التعليمات الجديدة بثلاثة ملايين ليرة.ومن شأن إثبات أن أحد المرشحين تجاوز السقف المحدد لدعايته الانتخابية، أو أنه تلاعب بفواتير المصروفات، أن يكلفه خسارته لمقعده وتغريمه عشرة أضعاف المبلغ الذي أنفقه.

واعتبرت صحيفة حكومية أن تحديد سقف الدعاية الانتخابية «نظري» وأن الملتزمين به 20 و30 في المئة فقط، وقالت إن أغلبية المرشحين تجاوزوا سقف الإنفاق للدعاية الانتخابية عدة أضعاف عبر وسائل يراد منها الالتفاف على القانون.

ومن وسائل الالتفاف لجوء بعض المرشحين إلى نشر لوحات إعلانية وقماشية وملصقات تذيّل بعبارة «تقدمة فلان» بحيث لا يتم اعتبارها ضمن نفقات الحملة الانتخابية.

إضافة إلى الحجوزات الوهمية للوسائل الإعلانية، كأن يتم حجز لوحات طرق بمليون ليرة سورية، إلا أن الجهة المالكة للوحات تصدر فاتورة بقيمة 200 ألف ليرة فقط، والشيء نفسه بالنسبة للصحف والمجلات الخاصة. وقال أحد الخطاطين إن «سوق كتابة اللافتات نمت في السنوات الأخيرة بشكل لافت، وأن السوق تضاعفت بنسبة 100 في المئة إذا ما قيست بالدور التشريعي السابق، وهو أمر يرجع إلى ضخامة المبالغ المرصودة لها».
وتشير المعطيات الأولية لمؤسسة الإعلان إلى حجوزات كبيرة على الوسائل الإعلامية المختلفة كما تؤكد نموها الكبير إذا ما قورنت بالدور التشريعي السابق سواء من حيث المساحات والأوقات أم حيث عدد مرات التكرار ما يؤكد زيادة وعي المرشحين لأهمية الحملات الانتخابية عبر وسائل الإعلام من جهة وازدياد المنافسة فيما بينهم للاستحواذ على أصوات الناخبين من جهة أخرى.

ويقول صاحب إحدى المطابع: «لم يسبق لنا أن طبعنا هذا الكم الهائل من الصور والملصقات لقد أصبحت الانتخابات موسماً طباعيا بامتياز.. ولكن قصر هذا الموسم وإلحاح وكلاء المرشحين على تسلم طلباتهم في وقت محدد وبكميات محدودة يجعل المطابع في كثير من الأحيان عاجزة عن تلبية طلبات هؤلاء الزبائن ما يفتح المجال أمام المطابع الصغيرة الأقل شهرة».

ويتوقع المراقبون أن يطعن المرشحون الخاسرون بقانونية فوز المرشحين الفائزين من المستقلين، نظراً لحدة التنافس بينهم والتي وصلت إلى تمزيق الصور والادعاء في مخافر الشرطة وغير ذلك.وانتشرت الخيام الانتخابية في جميع شوارع دمشق، وهي خيام تتراوح بين الفقيرة المتقشفة، والباذخة في كل شيء والتي تعود إلى التجار وأصحاب رؤوس الأموال.

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)