قد يصبح قطاع النفط الهش في شمال العراق، وكذلك العراقيون أنفسهم والاتراك، ضحية إذا أعطت أنقرة الضوء الاخضر لقواتها لغزو الجزء الشمالي من العراق ومهاجمة حزب العمال الكردستاني.

وتعتبر الولايات المتحدة الحزب منظمة إرهابية، وُيتهم بالتسلل إلي تركيا من قواعده في جبل القنديل الواقع علي المثلث الحدودي بين تركيا وإيران والعراق من أجل زرع الالغام الارضية ووضع المتفجرات.

ولقي حوالي 16 من مقاتلي الحزب مصرعهم في الجزء الكردي من تركيا يومي الاحد والاثنين الماضيين علي أيدي القوات التركية.
كما هددت تركيا بغزو العراق من قبل، وهي فعلت ذلك مرات عدة خلال العقود التي سبقت الغزو عام 2003 من أجل تعقب قوات الحزب (كما هددت باللجوء إلي القوة إذا أعلن الجزء الكردي من العراق الاستقلال).

وازدادت خلال الاسبوعين الماضيين حدة التوتر بين المسؤولين العسكريين الاتراك والسياسيين في حكومة أقليم كردستان حيث هدد الاكراد العراقيون بالتدخل في شؤون الاكراد داخل تركيا إذا تدخلت أنقرة في الشؤون السياسية في كركوك (كركوك خارج نطاق سيطرة حكومة إقليم كردستان من الناحية الرسمية).
وأجبر معظم الاتراك علي ترك مناطقهم خلال حكم صدام حسين، وتخشي كل من تركيا وإيران وسورية من أن يؤثر اعلان استقلال اقليم كردستان علي استقرار بلدانهم.

وقال جنرال تركي كبير إنه يحبذ القيام بعمل عسكري في شمال العراق علي الرغم من إشارته إلي أهمية التوصل إلي حل سياسي.
أعلن تلفزيون السومرية أن رئيس حكومة اقليم كردستان مسعود بارزاني دعا القوات الكردية العراقية إلي الانتشار علي الحدود مع تركيا.

وقال بولانت علي رضا، وهو خبير في نفط بحر قزوين بمركز الدراسات الاستراتجية في واشنطن إذا تدخل الاتراك ووقعت اشتباكات عنيفة في الشمال خلال تعقب الاترك لحزب العمال الكردستاني، ووقف الاكراد العراقيون في وجههم فإن ذلك لن يؤثر علي عمليات نقل النفط فقط بل علي الانتاج أيضاً .

ويتم ضخ معظم المليوني برميل من النفط يومياً من حقول نفط في الجنوب علماً بأن أكثر من ثلث الـ 115 مليار برميل من النفط الاحتياطي المؤكد موجودة في شمال البلاد.

وتحتاج البنية التحتية النفطية في العراق لعمليات استثمار كبري من أجل تطويرها للعمل بكامل طاقتها، ولكن العنف المتواصل في هذا البلد يمنع ذلك.

منذ الشعار غير الرسمي السياحة لا الارهاب الذي أطلقه أحد رجال الاعمال خلال مؤتمر في واشنطن الخريف الماضي وقعت حكومة إقليم كردستان عدة صفقات لتطوير القطاع النفطي والاقتصادي مع عدة شركات من ضمنها تركية.

وقال مدير فرونتير ستراتيجي غروب الاستشارية العالمية ألكس تيركلتوب ستكون هناك خسارة علي المدي القصير لصناعة النفط العراقية بغض النظر عما سيحدث، سواء قام الاتراك بالغزو أو هددوا بذلك .

وأضاف تيركلتوب بالتأكيد سوف يتضرر الانتاج إذا وقع عمل عسكري .
يصدر العراق كل كميات نفطه، التي تشكل عوائدها 93% من ميزانيته الفدرالية، من ميناء البصرة في الجنوب. وتعرض أنبوب النفط الممتد بين كركوك وشايان في تركيا لهجمات متكررة في المناطق التي يشكل غالبيتها السنة.

وتعتزم شركة رويال دتش شل بالشراكة مع تيركيش بتروليوم كورب المملوكة من الدولة التركية مد أنبوب آخر مباشر.

وقال غال لوفت، مساعد مدير معهد التحاليل الامنية العالمية إن هذا القطاع سيء جداً، ولست بحاجةٍ للقيام بأي شيء من أجل إيذائه الآن .

من جهتها ذكرت مؤسسة جايمس تاون فاوندايشن ان الجيش التركي ينشط علي الحدود الآن ما يزيد من حدة التوتر في تلك المنطقة.

وقال علي رضا إن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والدول العربية والعراق يعارضون أي اجتياح تركي، مشيراً إلي أنه يتعين علي أنقرة وزن الامور بشكل جدي.

من جانب آخر قال وزير الخارجية التركي السابق، وأحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم ياسر ياكيس ليونايتد برس انترناشونال خلال زيارة قام بها يوم الاثنين الماضي إلي واشنطن إن أمن واستقرار تركيا علي المحك، ولكن يجب أن نضع في الحسبان دائما أن اللجوء إلي العمل العسكري سيكون خياراً أخيراً .
وشكا ياكيس من أن لا العراق ولا أمريكا يفعلان ما فيه الكفاية من أجل وقف هجمات حزب العمال الكردستاني.

ودعا ممثل حكومة اقليم كردستان في واشنطن كوباد طلباني إلي الحوار مع الحكومة التركية وهو ما يشجعه سياسيون عراقيون واتراك كثر.
وقال المسؤول العراقي الكردي نحن جيران بل أشقاء ، مشيراً إلي أن كردستان العراق هي المنطقة العراقية الوحيدة الناجحة التي تنعم بالاستقرار اليوم ، محذراً من أن استقرارها ورفاهيتها سوف يتعرضان للخطر الشديد إذا غزت تركيا كردستان العراق .

وأضاف يجب إلا يخالج الشك أحداً بأننا حماة الشعب والمؤتمنون علي سلامته ومن واجبنا وواجب قوات الدفاع الكردية حماية شعبنا، ونحن سنفعل ذلك إذا واجهنا تهديدات في أي حال .

مصادر
القدس العربي (المملكة المتحدة)