اختتم المؤتمر الدولى لمعالجة الاحتياجات الانسانية للنازحين واللاجئين العراقيين داخل العراق وفى دول الجوار أعماله أمس فى مقر الامم المتحدة بجنيف.

واعترفت الدول المشاركة بالمؤتمر بتفاقم مشكلة المهجرين واللاجئين العراقيين وعبرت عن تقديرها الكبير للجهود التى بذلتها الحكومة السورية والاعباء التى تكبدتها جراء استضافتها لما يزيد على المليون والربع لاجىء عراقى وسعيها لتلبية احتياجاتهم الانسانية.

والتقى الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري على هامش اعمال المؤتمر مع /ايلين سوربرى/مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية وتناول معها الموضوعات التى سبق ان تم بحثها خلال زيارة سوربرى الى دمشق مؤخرا.
وتركزت المحادثات على ضرورة قيام المجتمع الدولى عامة والدول المعنية بالاوضاع الراهنة فى العراق خاصة بتحمل مسؤولياتها ازاء المأساة الانسانية التى يتعرض لها ابناء الشعب العراقى ومعالجة الاسباب التى ادت اليها.
وعبرت سوربرى خلال اللقاء عن تقديرها للروح الايجابية التى تعاملت بها الجمهورية العربية السورية مع مشكلة اللاجئين العراقيين واعتراف بلادها بالاعباء الكبيرة التى تحملتها سورية جراء ذلك واكدت رغبة بلادها بمتابعة الحوار مع سورية من أجل التعاون على حل هذه المشكلة.

واكدت الدول المشاركة فى بياناتها التى ادلت بها خلال المؤتمر ضرورة تحمل المجتمع الدولى لمسؤولياته فى مساعدة اللاجئين العراقيين والدول المضيفة لهم الى حين التوصل الى تسوية سياسية فى العراق تضمن توفير المناخ الملائم لعودة العراقيين الى وطنهم بأمن وسلام.

وتعهدت الحكومة العراقية الأربعاء الماضي خلال المؤتمر " بتقديم مبلغ 25 مليون دولار إلى سورية والأردن"، للمساعدة في تحمل أعباء اللاجئين العراقيين، في حين أعلنت الولايات المتحدة عن تقديم 18مليون دولار لوكالة اللاجئين الدولية، كما قدّمت كل من فرنسا والمانيا خلال المؤتمر مبلغ مليوني يورو للوكالة.

وكانت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أوضحت في وقت سابق انها بحاجة إلى 60 مليون دولار لمساعدة العراقيين النازحين مع الانخفاض المستمر في المعونات الدولية.

وتلا/انطونيو غوتيريس/المفوض السامى للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ملخصا عن مجريات المؤتمر والبيانات التى القيت خلاله والتوصيات التى خلص اليها حيث اشار الى ان الدول المشاركة فى المؤتمر عبرت عن قلقها البالغ من الوضع داخل العراق ودعت الحكومة العراقية وجميع الاطراف المعنية الى ايجاد تسوية دائمة تكفل تحقيق المصالحة الوطنية فى العراق.

ورحب المؤتمر بما اعلنه وزير خارجية العراق عن التزام حكومته الكامل بلعب دور اساسى فى تلبية احتياجات الشعب العراقى وتحسين أوضاعه.

وأضاف/غوتيريس/ان الدول المشاركة اجمعت على اعترافها بالعبء الكبير الذى تحملته سورية بسبب موجات الوافدين العراقيين الساعين الى الحماية من حالة عدم الاستقرار فى بلادهم.

وعبر المشاركون عن رفضهم لخيار توطين اللاجئين العراقيين خارج بلادهم وركزوا على ضرورة اتاحة الفرصة وتوفير الاجواء اللازمة لعودتهم الى وطنهم.

وشدد المشاركون على ضرورة التزام المجتمع الدولى بواجباته فى حماية المهجرين العراقيين ومساعدة البلدان المضيفة لهم من خلال تقديم مختلف انواع الدعم اللازم لها.

كما التقى الدكتور/المقداد/مع/اوغو انتينى/نائب وزير الخارجية الايطالى واستعرض معه التطورات فى المنطقة وسبل تعزيز التعاون السورى الاوروبى عامة والسورى الايطالى بشكل خاص وقد اكد/انتينى/خلال اللقاء اهمية الدور المحورى الذى تقوم به سورية فى تسوية المشكلات التى تشهدها منطقة الشرق الاوسط.

والتقى الدكتور/المقداد/ مع/توبياس بيلستروم/وزير الهجرة السويدى وبحث معه فى سبل التعاون بين البلدين وفى المساعدات التى يمكن للاتحاد الاوروبى تقديمها لدعم جهود سورية فى تلبية احتياجات الوافدين العراقيين اليها.

مصادر
سورية الغد (دمشق)