المشكلة لا ترتبط بأي شأن سياسي مباشر لأن كم المصطلحات غالبا ما يخلقها "كتبة" قرروا أن يعودوا إلى مرحلة "الهمزاني" لقدموا كلماتهم التي تبعدنا عن واقع مركب، ينتمي إلى القرن والواحد والعشرين، ويحمل عددا من الدلالات والمفاهيم لا يمكن لـ"الكتبة" أن يضعوها في مصطلحات سريعة تصدمنا بفدر ما تترك فينا من دهشة.
ففي يوم الانتخابات ربما نتمنى أن تظهر بعض التعابير الإعلامية التي لا تحاول استعارة الماضي بل تنظر إلى المستقبل... فـ"العرس الوطني" هو من قبيل التركيب "الغريب" الذي لا يحمل أي صورة ذهنية باستثناء محاولة "حشره" داخل الحدث بشكل عشوائي...

والانتخابات كحدث سياسي لا يمكن أن تكون "عرسا" لأنها ليست فرحا او حزنا أو حتى ترقبا، فهو حدث على المستوى الوطني مرتبط بمستقبل سورية إجمالا ويحتاج إلى أكثر من "كتبة" العناوين كي يقدموا له شعارا، فعندما نقرأ هذا الموضوع من جوانبه المختلفة يمكننا أن نضع كلمات مناسبة قادرة على النفاذ للمواطنين.

والانتخابات مرتبطة أساسا بمصلحة المجتمع، وتقزيمها عبر كلمات سريعة لا يعطي المناخ الخاص الذي يمكن أن يجعل من هذه العملية معبرة عن الحركة الاجتماعية أو حتى ثقافة الناس.

والمشكلة أن البعض ممن يتعاملون مع الحدث لا يتسرعون فقط في استخدام الكلمات بل ينسون أن ما يكتبونه سيصبح مع الزمن تراثا، فهم ربما يتجاهلون أن المسألة ستخضع مستقبلا لقراءة الباحثين أحيانا أو حتى للناس العاديين عندما يحاولون العودة قليلا إلى الماضي.

السؤال الذي يطرح نفسه: ألا يستحق الحدث بعضا من الجهد كي نرسم صورته الحقيقية؟ أم أننا اعتدنا بعض الكلمات التي لا تدخل في أي قاموس إعلامي!!!
الانتخابات ليست موضوعا إنشائيا لأنها تحمل أكبر هم عام، ومهما كانت الآراء حولها لكنها في النهاية مسؤولة عن مستقبلنا في ظل "التشريع" و "القانون" وعلاقاتنا مع "الآخرين".. وفي الرقابة على "الأداء الحكومي"، وممارسة الحق في هذا الموضوع لا يمكن أن تتدفعنا إلى ابتداع كلمات سريعة حتى نتخلص من هم التفكير والتحليل ورسم مساحة لها داخل العقل...

ليست "عرسا" بل تفكير وقرار وتعبير ووعي بالمستقبل... ونحن بحاجة لمصطلحات لأننا في زمن مركب وليس في عصور "مقامات الهمزاني".