انتهينا من المرشحين والحملات، وحتى من الحديث الطارئ الذي يصادفنا حول الأسماء التي ملأت شوارع المدينة، ومهما كانت النتائج فإن شهر الانتخابات لا بد أن يترك معنا مجموعة من الملاحظات التي شكلت فارقا لا بد من تسجيله اليوم.
الملاحظة الأولى أن شهر الانتخابات وضع "عنوانا" إعلاميا كبيرا تعامل معه الجميع، فانهمرت الآراء بشكل مفاجئ حول المجلس وصلاحياته وأدائه، وهي بمجموعها سلبية، وحتى الصحافة الرسمية تحدثت عن "مرشحين بلا برامج"، فمجلس الشعب لم يكن مجال سجال بين الناس وفق المؤشرات الإعلامية، حيث ظهر نوع من التوافق في الرأي حول "التقصير" أو "أسماء المرشحين"... لكن العنوان الإعلامي لم يدفع أي مرشح لتبديل مسار حملته.

أما الملاحظة الثانية فهب إن شهر الانتخابات كان "الأهدء" بالنسبة للحملات الانتخابية مقارنة بالانتخابات السابقة، فـ"الخيم" لم تظهر إلا في وقت متأخر، بينما لم تنتشر عادة "العراضات" على الأقل في دمشق إلا نادرا.. ولا نعرف على وجه الدقة لماذا تبدلت بعض العادات.. هل بفعل الانتقاد الإعلامي لها؟ أم لأن المرشحين فضلوا نوعا آخر من الإبهار....
الملاحظة الثالثة هي في طبيعة القوائم التي فضلت أن تضم معها أحد "رجال الدين"، وهذا الأمر لا يدعو للدهشة لكنه في هذا العام شكل ظاهرة، تدعو للتساؤل حول "الصورة الذهنية" التي تريد "القوائم" تركها في عقول الناخبين.

أخيرا فإن "صغار المرشحين" – على سياق صغار الكسبة – كانوا أقل حضورا في الحملات، فهؤلاء لم يستطيعوا أن يجدوا مساحة لهم وسط ضخامة الحملات الأخرى، وهو ما يدفع للتساؤل عن المرسوم الذي حدد الانفاق على الحملات، والذي كان من المفترض أن يوفر تكافؤا في الفرص بين المرشحين... وربما علينا الانتظار لما بعد ظهور النتائج حتى تتم مراقبة "الإنفاق" على الحملات الانتخابية...

إنها مجرد ملاحظات لا بد من ذكرها وذلك بغض النظر عن أي حديث آخر متعلق بالمواقف السياسية التي ظهرت، فهي كانت أيضا في سياق "العنوان الإعلامي" الذي تناول الانتخابات، وهو يحتاج إلى "تحليل محتوى" كي نستطيع قراءة الرأي العام بشكل أكثر تفصيلا حول هذا الموضوع.