كان الجميع يتوقع العام الماضي "صيفا سوريا حارا"، لكن هذا الصيف جاء من إسرائيل خلال حرب تموز فعاشت المنطقة بأكملها حرارته أو ربما رائحة الدم التي انتشرت في الأراضي اللبنانية، وتميل التحليلات اليوم للحديت عن "صيف" جديد ربما يحمل نفس الزخم وهو متوجه أيضا نحو إيران وسورية.

هذا الحدث الذي يتوقعه البعض تظهر له مقدمات اليوم بدء من قرارات مجلس الأمن ضد إيران، وانتهاء بالتصعيد حول المحكمة الدولية، لكن القضية في النهاية تبقى في عدم اكتمال صورة الشرق الأوسط الذي بقي "متوترا" على إيقاع صراعات السياسة الأمريكية أو حتى رغبة "الديمقراطيين" في إنهاء التواجد الأمريكي في العراق. في وقت تبدو الإدارة الأمريكية غير مقتنعة بمجمل الطروح السياسية، لأن "استراتيجيتها" عموما ماتزال تقف عند حدود غير مكتملة.

عمليا فإن المعطيات لا توحي بوقائع "حرب وشيكة" وهو امر يتناقض مع التحليلات التي تجد أن "الإدارة الأمريكية" لا تعتمد على "منطقية" الظروف حتى تشن حربا، أو تدفع بدولة أخرى كي تقوم بهذه الحرب، فهذا الأمر ظهر في حرب تموز العام الماضي، وحتى في آليات حرب العراق... لكن السؤال الذي يطرح نفسه مرتبط أساسا بسيناريو الحرب القادمة وربما بنتائجها على الأرض.. فهل يمكن أن تغلق الولايات المتحدة كل "المساحات الدبلوماسية" المتاحة وتدخل في حرب جديدة ضد إيران؟ أو حتى تدفع المسار السياسي في لبنان نحو "اشتعال" جديد سيدفع إسرائيل أو غيرها للتدخل؟

إن قراءة "حرب تموز" تدفع للاعتقاد أنه لاضرورة لوجود مقدمات منطقية حتى تنجرف الأمور باتجاه المواجهة المسلحة، والسبب الأساسي لهذا الأمر هو أن الاستراتيجية الأمريكية سارت على خط واحد منذ البداية، وتجاوزت أي مجال آخر للتعامل أو حتى للمناورة بدلا من الدخول في لعبة عنيفة، فردود أفعالها اتسمت منذ البداية بالحدية والقطعية، مما جعل المنطقة بأكملها متوقفة عند نقطة واحدة هي "حركة العنف" التي ولدتها الاستراتيجية الأمريكية منذ بداية الحرب في العراق.

بالطبع فإن الصيف الحار يمكن أن ينطلق في أي لحظة، والحديث الاسرائيلي اليومي عن "تسلح سوري"... أو نشر صواريخ إيرانية في سورية.. أو حتى القرار الأمريكي الأخير بعقوبات ضد "القوات المسلحة السورية"!!! هي مقدمات هذا الصيف مهما كانت نتائجه، أو السيناريو الذي سيظهر فيه.

مصادر
سورية الغد (دمشق)