مهما كان رأيكِ أو رأي لكن المقاربات في هذا الزمن صعبة، فالوطن ليس ملكا لحدث مضى أو يتوقع حدوثه، وأنا أحاول أن أراقب هذه الآراء المتناثرة حولي أو فوقي.. تحاصرني لتفرض افتراقا في وقت نريد نوعا من حركة الحياة بين أي رأيين يجتمعان أو يفترقان في الصدفة..
.
عندما يحاول البعض رمينا بتصنيفات جاهزة فإنني أتحصن بانوثتي لأنها الأكثر معاناة من "التصنيفات" والحالات "النمطية"، ولأنها أيضا قادرة على استيعاب جملة النعوت التي نرميها نحو "المعارضة" أو "السلطة" وكأننا أمام نقيضين رسمناهما على سياق ثقافتنا التي لا تحمل سوى ثنائيات.

وما يجعلني أقلق من التصنيفات السريعة هو قدرتنا على استخدام الحدث السياسي في أي مكان ثم إعادة تكوينه ليكون مثالا نستطيع أن نخنق الآخرين به... هل يمكن أن أكون أكثر وضوحا... ربما.. لكنني أحتاج إلى تجميع كل المواقف التي صدرت في الانتخابات وقبلها.. سواء كانت رسمية أو "معار\ضة".. وسواء جاءت لتصف "المعارضة" بالخائنة" أو تنفي "الديمقراطية" عن العملية الانتخابية.

كان الشهر الماضي مجال اختبار لمحتوى حديثنا أو ربما لأشكال التعبير عن أنفسنا، وهذه "ظاهرة" صحية إذا حاولنا أن نبقيها ضمن إطارها ولا ندفع بها نحو اتجاهات أخرى، أو وضع "تصنيفات نمطية" من خلال موقف سياسي، فالمسألة لا تتعلق بالانتخابات أو "مقاطعتها" لأن العملية سارت وكان هناك مرشحون وناخبون، وبقيت المواقف السياسية شأنا هامشيا، لكنها في المقابل مهما كان نوعها قدمت صيغة خطاب سياسي لا استطيع إلا التوقف عنده...
هل نحن قادرون على قراءة المحتوى بنفس الجرأة التي انتقدنا فيها المرشحون أو أداء مجلس الشعب... جرأة تحتاج لبحث وليس لمجرد إطلاق المواقف أو التقييم... إنها مسألة تستحق العناء لأنها ربما تدفعنا إلى عدم التوقف عن التصريحات التي تسم "المعارضة بـ"الخائنة" أو تتحدث عن "انتخاب" لا يحقق الشروط المطلوبة.