حذر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل من ان تؤدي الأزمة السياسية في لبنان إلى وجود حكومتين إذا شكل رئيس الجمهورية اميل لحود قبل انتهاء ولايته حكومة أخرى، ما سيعني الفوضى الكاملة. وقال الأمير سعود الفيصل في حديث نشرته صحيفة «لاريببليكا» الإيطالية، ان الوضع في لبنان حرج جداً، وأن «بإمكان سورية ان تلعب دوراً حيوياً في مساعدة لبنان على الاستقرار».

وأعلن رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ان «المساعي السعودية لإيجاد مخارج للحل في لبنان مستمرة ونحن لا ندخر مناسبة إلا ونحاول ان نطور الأفكار معاً»، مجدداً اقتراحه قيام حكومة وحدة وطنية «مبنية على تفاهم على السياسات الواجب اعتمادها»، على ان تتمثل الأكثرية بـ17 وزيراً والمعارضة بـ13 وزيراً، ويتم «التعهد بالتزام برنامج زمني لتنفيذ ما اتُفق عليه في هيئة الحوار وفي النقاط السبع».

وانشغلت الأوساط والقيادات الأمنية اللبنانية امس باتصالات وجهود للإفراج عن شابين خطفا ليل اول من امس، وهما ينتميان الى عائلتين من انصار الحزب التقدمي الاشتراكي، على خلفية احداث العنف التي شهدتها منطقة الجامعة العربية بين أنصار المعارضة وأنصار الأكثرية في كانون الثاني (يناير) الماضي. وأجرى رئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط اتصالاً برئيس المجلس النيابي نبيه بري ظهر امس لهذا الغرض، فأوعز الأخير فوراً الى معاونيه بالسعي الى إطلاق الشابين. واستمرت اتصالات بري حتى الليل، وشملت كل المراجع والقيادات السياسية والامنية والروحية والحزبية. واعتبر ان الخطف هدفه الفتنة.

في الوقت ذاته تكرر امس، وللمرة السادسة (كل ثلثاء) مشهد نزول نواب الأكثرية الى البرلمان للمطالبة بعقد جلسات له في دورته العادية لإقرار مشروع الاتفاق مع الأمم المتحدة على قيام المحكمة ذات الطابع الدولي لمقاضاو المتهمين باغتيال الرئيس رفيق الحريري. وكما في كل ثلثاء شهدت ردهات البرلمان مبارزة إعلامية بين نواب الأكثرية ونواب المعارضة. وإذ اتهم بيان للأكثرية تلاه النائب غازي يوسف المعارضة بإقفال البرلمان «في أخطر مرحلة يمر فيها لبنان لتعطيل المؤسسات الدستورية»، سأل يوسف عن هدف «احتلال» الوسط التجاري لبيروت (اعتصام المعارضة المستمر) «بكل مضاعفاته الاقتصادية والاجتماعية» وعن هدف «إقفال المجلس النيابي».

وردت المعارضة بتصريح للنائب من «حزب الله» حسين الحاج حسن اتهم فيه «قوى الهيمنة» (قاصداً الأكثرية) بـ «رفض منطق المشاركة» والمبادرات من اجل التسوية، واعتبر ان الاستقرار السياسي هو الذي يصنع الاستقرار الاقتصادي. ورد على اتهام المعارضة بأن اعتصامها وسط بيروت هرّب الاستثمارات قائلاً ان الاستثمارات لا علاقة لها بساحتي رياض الصلح والشهداء (حيث الاعتصام)

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)