لا يُتوقع أي جديد من المؤتمر الصحفي المقرر أن يعقده وزير الداخلية اللواء بسام عبد المجيد صباح اليوم والذي سيعلن خلاله نتائج الانتخابات لعضوية مجلس الشعب للدور التشريعي التاسع.

ذلك أن البشارة قد جاءت المرشحين المستقلين الفائزين من مندوبيهم ووكلائهم في مراكز الاقتراع بعد انتهاء عمليات فرز الأصوات، وبات هؤلاء المرشحين بانتظار فقط الإعلان الرسمي ليتنفسوا من بعده الصعداء وليتحولوا إلى " أعضاء في مجلس الشعب لأربع سنوات مقبلة ". أما زملاؤهم الآخرون فـ" خيرها بغيرها ".

بشارة الفوز لمرشحي قائمة الجبهة الوطنية التقدمية البالغ عددهم 167 مرشحاً لم تنتظر يومي الاقتراع، وليست مضطرة لانتظار نتائج التصويت، وإحصاء ما يحمله الوكلاء في جعبتهم من أصوات، فالبشارة زُفَت بمجرد اختيار هؤلاء الجبهويين من قبل أحزابهم التي منحتهم الفرصة لخوض انتخابات لا تحتمل، بالنسبة إليهم جميعاً، إلا نتيجة واحدة....الفوز، نتيجةٌ ..... منذ عام 1973 اعتادها الجميع، مرشحون وناخبون ومقاطعون.

أما المواطن، فإن المرشحين المستقلين من رجال أعمال، واقتصاديين، وتجار، وصناعيين، وأثرياء جدد، ومُحدَثي نعمة ومن لفَّ لفهم..... جعلوا منه "حصان السَبَقِ الذكي" الذي يدرك بمراقبة بسيطة لسير الحملات الانتخابية أن المرشح الذي يستطيع حجز لوحات طرقية يبلغ عددها في مدينة دمشق وحدها أكثر من ثلاثمائة لوحة يستطيع أيضاً أن يحجز له مكاناً تحت قبة مجلس الشعب.

هذا المواطن/الحصان يعلم أن المرشح المستقل الذي يمكنه تجنيد أكثر من ألف وكيل ومندوب موزعين على جميع مراكز دمشق الانتخابية لن يعجز عن الحصول على امتياز "عضو مجلس شعب" لمدة أربع سنوات.

المواطن نفسه، يرى مضافات المرشحين الانتخابية قد تحولت إلى مقهى ينافس عراقة "النوفرة" في مشروباتها الباردة والساخنة، وفي أركيلتها العجمي والمعسل....
يراها محلاً للبوظة ينافس في شهرته "بوظة بكداش"...
وساحات للعراضة تزاحم صالات الأفراح ....

وأماكن لتجمعٍ لا جدوى منه كالذي تشهده وزاراتنا حين تعلن عن وظائف شاغرة.....
هذا المواطن سيشعر بدءاً من اليوم وحتى أربع سنوات قادمة بكثير من الأسى المشبع بالرغبة بالضحك حتى الثمالة والبكاء ببلاهة لا لشيء إلا لأن عليه الانتظار أربع سنوات أخرى حتى يشهد الانتخابات التشريعية القادمة علَّ المرشحين حينها يهتدون إلى بيانات انتخابية تعطي لحملتهم الدعائية مصداقيتها، وإلى برامج عمل تساعدهم وناخبهم على تلمس نقاط الالتقاء بينهما.

على هذا المواطن الانتظار سنوات أربع أخرى على أمل أن تتغير تلك الوجوه التي حجزت مكانها على مرايا مجلس الشعب 8 سنوات، و12سنة، وبعضها 16 سنة، والإفساح في المجال أمام وجوه جديدة.
يا رب .....

يا من له القدرة على هداية المواطن إلى المشاركة في الانتخابات، أو مقاطعتها.
يا من تهدي الناخب لاختيار قائمة الجبهة بكاملها، وتشطيب جميع أسماء المستقلين.
أو تشطيب كامل قائمة الجبهة، وانتخاب كل المستقلين...
أو الاقتراع بورقة بيضاء..

يا رب ... يا من تعلم لماذا يضخ بعضهم عشرات الملايين لنيل عضوية مجلس الشعب، ووحدك تعلم كم منهم تجاوز سقف الإنفاق الدعائي المحدد بثلاثة ملايين، وبكم تجاوزه
يا رب..........
امنحنا حكمة الشيوخ، وطيش الشباب أبناء الأثرياء
دلع بنات المسؤولين، وتهور أبنائهم أثناء قيادة السيارات
امنحنا يا ربُ ذكاء آينشتاين، وغباء جحا
امنحنا ما شئتَ يا ألله لإدراك هذا الذي يجري من حولنا.