شارك الرئيس السوري بشار الأسد وعقيلته الجمعة، مئات السوريين في افتتاح "مهرجان ياسمين دمشق الأول"، في حديقة بيئية في دمشق القديمة، والذي تقيمه محافظة دمشق بالتعاون مع شركات خاصة وجمعيات أهلية بيئية. وساهم الدمشقيون في إحياء مهرجان يعيد الألق والاهتمام، بزهرتهم المفضلة التي طالما تغنى بها الشعراء وعشاق دمشق، وشاركوا بزراعة نحو 20 آلاف غرسة ياسمين، في عشرين حديقة من حدائق العاصمة، كما وزّعوا الغراس على سكان دمشق القديمة لزراعتها داخل البيوت، ووضعوا مجسمات تمثل الزهرة في عدد من الساحات الرئيسية في دمشق.

والمهرجان الذي يستمر ثلاثة أيام، يهدف إلى زيادة المساحات الخضراء في المدينة، التي لا يتعدى نصيب الفرد الواحد فيها من المساحات الخضراء 0.76 سم٢، بالاعتماد على زراعة أشجار ونباتات ارتبطت بذاكرة، البيت الدمشقي كالنارنج والليمون والكباد والياسمين. وسيزداد عدد الغراس المزروعة والموزعة بمعدل عشرة آلاف غرسة سنوياً.

وتعدّ دمشق أكبر مدينة سورية، ويقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة، أي أكثر من ربع سكان سورية، وتتركز فيها معظم النشاطات الصناعية والتجارية والعلمية، وبسبب ذلك تدهورت نوعية الهواء فيها طوال العقدين الماضيين، وتحول الهواء الذي كان يحمل طيب الياسمين، إلى هواء محمل بأكاسيد الكربون والكبريت والنتروجين والهيدروكربونات، إضافة إلى المعلقات والضوضاء وغيرها. وتشير المصادر التاريخية، إلى أن دمشق كانت قبل ربع قرن، من المدن الهادئة معدومة التلوث، وتندر بها شعراء ومؤرخين، ولكن الواقع تبدل جذرياً، وغدت دمشق من المدن ذات مستويات الضجيج والتلوث المرتفعة، ونسيت مدينة الأمويين عطر الياسمين الذي طالما كان مرتبطاً باسمها، وبدأت، في العقود الأخيرة، تعتاد روائح أخرى أقل ما يقال فيها أنها لا تمتُّ للعطر بصلة.