هدد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس بفرض عقوبات إضافية على ايران إذا واصلت تحديها مجلس الأمن الذي يطالبها بتعليق النشاطات الحساسة في برنامجها النووي. واعتبر الرئيس الباكستاني برويز مشرف أن هجوماً أميركياً على ايران سيكون "خطأ رهيباً". بينما أفاد تقرير استخباري أن طهران تغلبت على صعوبات تقنية في تخصيب الأورانيوم، ويمكنها أن تمتلك مواد كافية لصنع قنبلة نووية في أقل من ثلاث سنوات.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، قال بوش إن "بلدينا يطبقان تماماً العقوبات التي فرضها مجلس الأمن رداً على مواصلة ايران العمل على برنامج للأسلحة النووية". وأضاف أن الولايات المتحدة واليابان "تتكلمان بصوت واحد" في هذا الشأن، لافتاً الى أنه "اذا مضت ايران في سياسة التحدي، فهي لن تدفع سوى الى عقوبات جديدة وعزلة متزايدة لها على الساحة الدولية".

وفي حديث أجرته معه صحيفة "دنيفني أفاز" البوسنية، قال مشرف إن "اصدار جورج بوش أمراً بشن هجوم على ايران سيشكل خطأ رهيباً". واوضح أن "هذا الأمر ستكون له عواقب دولية وانعكاسات على العلاقات بين الأديان". وسيثير "انقسامات" في الشرق الأوسط ويضر بالإقتصاد العالمي. وحذر من أن "التطرف قد يزداد وقد يسجل ارتفاع كبير لأسعار النفط" في الأسواق العالمية.

الى ذلك، صرح السفير الإسرائيلي لدى واشنطن صلاي ميريدور، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، بأن البرنامج النووي الإيراني هو اكثر ما يشغل الولايات المتحدة. وقال إن "الموضوع الرئيسي المطروح في واشنطن والثاني والثالث هو ايران وايران وايران". فهو "يثار في كل المحادثات مع اعضاء الحكومة والكونغرس ومع الجميع".

وذكر أن "الجهود الرئيسية ترمي الى منع ايران من امتلاك السلاح النووي، وهذا يمر عبر الولايات المتحدة... ومن وجهة النظر هذه، ان العمل الذي انجز في واشنطن يكتسب أهمية بالغة". واكد أن "هذه المسالة مهمة وعاجلة بالنسبة الينا كذلك، لكن سيكون من الخطأ أن نضع انفسنا في أجواء (انتهائها في غضون) ستة أشهر أو سنة".

ونقلت الصحيفة عن مصدر غربي أن "القناة الديبلوماسية ستكون لها الأفضلية سنة 2007" لتسوية الأزمة مع ايران. وقال: "حالياً تبذل جهود لردع الشركات المتعددة الجنسية عن نقل رساميل الى هذا البلد". من جهة أخرى، نسبت شبكة "سي بي أس نيوز" الأميركية للتلفزيون الى تقرير استخباري أن تقديرات مسؤولي استخبارات أميركيين كانت تفيد أنه كي تتمكن ايران من الحصول على مواد كافية لصنع قنبلة سنة 2010، عليها احراز مزيد من التقدم لتشغيل منشأة قيد البناء لعمليات تخصيب الأورانيوم. وبالنتيجة فإنها لن تصير قوة نووية قبل سنة 2015. وعلق الخبير النووي ديفيد ألبرايت: "اعتقد أن في إمكان إيران الحصول على أورانيوم عالي التخصيب لسلاح نووي قبل ذلك بكثير".

وقال الضابط السابق في وكالة الإستخبارات المركزية "سي آي إي" بروس رايديل: "يعتقد الإسرائيليون منذ فترة أن ايران أقرب الى السلاح النووي أكثر مما يعتقد الأميركيون". وأضاف أنه "إذا سمعوا الآن أن الأميركيين يعتقدون أنها باتت أقرب، فهذا سيضع مزيداً من الضغوط على اسرائيل للتصرف".

مصادر
النهار (لبنان)