لتكن دهشتك عنوانا لي فأنا اكتسب البراءة كل يوم... هي لون لا تستطيع أن تعرفه، يمنحني الحماسة للحياة أو حتى البقاء على ألوان الطيف؛ أبحث عن حلمي الذي سيتحقق رغم كل الخبث ترسمه الضحات أو الوجوه "القرمزية".

ولأنك صورة متحورة فأنت لا تدرك أن "البراءة" نقيض السذاجة، فهي شرط الخصب، بينما لا يعطي "التلون" في كل لحظة سوى عقم للغد، وإحباط من أي متعة يمكن أن نقتنصها ونحن ندرك أن احتمالات الحياة متنوعة... براءة في التعبير والإخلاص، ومحاولة القفز عن الإساءات عندما يرتبط الأمر بعمق ما أؤمن به.. وبنوعية الرسالة التي ولدت وأنا أرددها، فأدركت ان السذاجة في البقاء خارج النار التي تكوي الأبرياء، فهم العارفون فقط، وهم القادرون على احتمال التبدل بدلا من "التحور" الذي يحيل الرجال إلى كائنات لا فقارية.

تحملني الضحكات القاتمة أحيانا إلى حكايا الأساطير عندما يعتقد الراوي أنني قادرة على تصديقه، ويعتقد أيضا أن البراءة نقيض الذكاء وأنها تحتمل الاستغلال، لكنها بالنسبة لي قدرة على الاكتشاف في كل لحظة، وعلى بقاء "المراهقة" حتى النفس الأخير من الحياة... المراهقة التي تجعلني امتلك الجرأة ومتعة البحث والإحساس بأنني أمارس كل شيء وكأنه "المرة الأولى".. فلا يلوثني القفز بين المواقف، أو اعتبار أن الأوصياء يتمتعون بحصانة تمنعهم من أن يمارسوا الأمور بعكس "العوام" أو "بقية فئات الشعب".. فرسالتي لنفسي قبل أن تكون للآخرين.. وعندما اقتنع أن هناك حقا علي استخدامه فإن الآخرين لهم نفس الحق، وهم يعرفون مثلي تماما "قواعد اللعبة".

الفارق نفسي أني مازلت أملك البراءة والإيمان، اما الآخرون فيمارسون "عادة" يومية في الحياة.. فاستيقظ على هاجس الحياة وأنام وأنا أفكر فيها، وأمارس الحياة.. العشق .. الجنس.. الطبيعة الأنثوية.. وأنا مقتنعة بان براءتي لا تخدعني بل تدفعني أكثر نحو حركة الحياة...

إنها كلمات تواجهني في كل لحظة يستخدم فيها الآخرون القفز في الحياة.. أو "التحور" باتجاه "الزواحف" واعتبار أن الحياة قدر وأن المساس بقواعد اللعبة لا يعرفها إلى الخبثاء.. بينما يمكن استخدام "البراءة" أو توظيفها... لكن الخداع لا يمكن أن يصبح صورة لا نهائية فالأبرياء هم الناس الذي نطرقهم برسالتنا الإعلامية.. بينما نريد أن نبقى بعيدين عنها؟!!