تفقد مفوض الاتحاد الأوروبي للتنمية والمساعدات الإنسانية لويس ميشيل أمس السبت مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والعراقيين الموجودين في سورية، بغرض تقييم الوضع الإنساني والإطلاع على مشاريع إنسانية ممولة من قبل دائرة المساعدات الإنسانية في المفوضية الأوروبية في هذه المخيمات.
ومن المقرر أن يلتقي ميشيل خلال زيارته لسورية كبار المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد.

وتأتي زيارة ميشيل لدمشق في إطار جولة له في المنطقة تستمر خمسة أيام شملت أيضا من الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل.

ودشن ميشيل فى مخيم خان دنون قرب دمشق تسليم اعمال استكمال واعادة تأهيل 500 مسكن للاجئين بحضور وزير الإعلام الدكتور محسن بلال.

ويمول المشروع مكتب الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية، وبدأ تنفيذه عام 2003 بتكاليف وصلت إلى 3ر2 مليون يورو بهدف تحسين الظروف المعيشية لنحو 500 عائلة.
واكد ميشيل اهتمام الاتحاد الاوروبى وسعيه لايجاد الحلول لمعاناة الشعب الفلسطينى فى الاراضى الفلسطينية المحتلة وعمله على تقديم الدعم للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من وطنهم والذين يبلغ عددهم اكثر من مليونيين وخمسمئة الف لاجىء .

واشار المفوض الاوروبى الى التعاون القائم بين الحكومة السورية والمفوضية الاوروبية والاونروا ودور هذا التعاون فى رفع جزء من معاناة الشعب الفلسطينى من خلال اعادة تاهيل 500 مسكن تأوى الاف الفلسطينيين وعمليات تحسين شبكات توزيع المياه والمساعدات الانسانية والطبية لافتا الى ان المفوضية الاوروبية ومنذ بداية الانتفاضة الثانية عام 2000 قدمت حوالي 275 مليون يورو للفلسطينيين الامر الذي جعل المفوضية الاوروبية واحدة من اهم المانحين للمساعدات الانسانية للفلسطينيين.

وزار ميشيل منطقة جرمانا بريف دمشق التي لجأ إليها مئات الآلاف من اللاجئين العراقيين هرباً من انعدام الأمن والاستقرار في بلدهم، وتفقد ميشيل العيادة الطبية في المنطقة، والتقى مسؤولين في منظمة الاونروا ومكتب الصليب الاحمر ومدير الهلال الاحمر السوري حيث جرى البحث في اوضاع اللاجئين العراقيين المقيمين بسوريا.

ونقل بيان صادر عن المفوضية الأوربية بدمشق عن ميشيل قوله: إن "المسألة العراقية هي حالياً أحد دواعي قلقنا الأساسية، وهذا النزوح الهائل الناجم عن الصراع بحاجة إلى معالجة
على نحو عاجل " منوهاً إلى أن " المجتمعات المضيفة التي تتعامل سلفا مع أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين بحاجة إلى تلقي المزيد من الدعم ".

وقال ميشيل بعد زيارة مستشفى للاجئين العراقيين بإحدى ضواحي دمشق تمولها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة "من الافضل دائما المجيء ورؤية الحقائق على الارض. "، مبدياً ارتياحه للجهود التي قامت بها الحكومة السورية وما زالت اتجاه هؤ‌لاء اللاجئين سواء العراقيين والفلسطينيين.

بدوره، اكد وزير الاعلام السوري محسن بلال الذي رافق ميشيل في جولته ان حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتمثل بتنفيذ القرار 194 القاضي بحق عودتهم الى ديارهم وان ما يقدم حاليا من حلول لمشكلاتهم لا يتعدى كونه حلولا مؤقتة وملطفة.

وقال بلال ان الحل لعملية سلام حقيقية في المنطقة يأتي من خلال تنفيذ قرارات مجلس الامن والشرعية الدولية وتنفيذ مبادرة السلام العربية التي تستند الى الشرعية وقرارات مجلس الامن والامم المتحدة التي تقضي بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من جميع الاراضي العربية المحتلة.
واضاف ان هذا الانسحاب يتحقق بعودة الجولان كاملا الى السيادة السورية حتى الرابع من يونيو عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم.

وداعا الوزير بلال الاوروبيين الى استمرار تواصلهم من اجل استمرار الحوار "حتى يتفهموا قضيتنا اكثر وان يكونوا بجانبنا أكثر من اجل تنفيذ وتحقيق القرارات الدولية التي صوتوا عليها".

واعتبر ان للاوروبيين دورا مهما في الضغط على بعض القوى التي تسند وتدعم اسرائيل وبالتالي تمنعها من تنفيذ القرارات التي تطالب اسرائيل بتنفيذها وان تنهي احتلالها للاراضي العربية.

واعتبر الوزير بلال أن التمرد الاسرائيلي على الشرعية الدولية والقانون الدولي في تنفيذ قرارات مجلس الامن هو السبب في فقدان الثقة فيما يتعلق بتنفيذ عملية السلام معربا عن اسفه الشديد لأن "ذلك يتم بمساعدة سياسية ومادية وعسكرية من قبل القوة العظمى وعضويتها الدائمة في مجلس الامن وهو ما يعطل التوصل الى السلام العادل والحقيقي والشامل في هذه المنطقة".

وفيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على عدد من الشركات والاشخاص بتهمة التعاون مع سوريا عسكرياً استغرب بلال الاستمرار بالعقوبات من قبل الادارة الامريكية على سوريا التي تقف الى جانب تحقيق السلام العادل.

يشار إلى أن سورية تستضيف على أراضيها أكثر من 2ر1 مليون لاجئ عراقي، ونصف مليون لاجئ فلسطيني حيث أدى ذلك إلى ارتفاع كبير في الأسعار مما يشكل عبئا كبيرا على الحكومة والمواطن.

مصادر
سورية الغد (دمشق)