جدد وزير الخارجية وليد المعلم التأكيد على أن سورية ستغلق حدودها مع لبنان في حال نشر قوات دولية على هذه الحدود، وأبدى استعداده لقاء نظيرته الأمريكية كوندوليزا رايس إذا طلبت هي ذلك، موضحاً أن العلاقات السورية الأمريكية "تنطلق إلى الحوار، وهذا الحوار، إذا كان قائما على معطيات موضوعية ونوايا سياسية صادقة، سيكون له انعكاسات إيجابيه هامة على المنطقة ".

واعتبر الوزير المعلم في حديث لمحطة/إي إن بي/ اللبنانية ليلة أمس أن هناك أطراف لبنانية هي "جزء من المخطط الإسرائيلي الأمريكي الذي يريد سلخ لبنان عن سورية". وقال إن فتح الأبواب بين دمشق وبيروت "هو قرار في أيدي القيادات اللبنانية، وعندما يتصالح لبنان مع نفسه سوف يجدنا إلى جانبه" داعيا إلى "وقف الرهانات على خارج لبنان ".

ورأى الوزير المعلم أن "الظروف حالياً غير مواتية" لإقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان، وأشار إلى أن أعضاء في الحكومة ومجلس النواب اللبنانيين "يتهجمون على سورية"، مذكراً في الوقت نفسه أن الرئيس بشار الأسد "هو الذي طرح لأول مرة فكرة إقامة علاقات دبلوماسية بين الجانبين" خلال آخر اجتماع للجنة العليا السورية اللبنانية وأضاف: "اتفق حينها على إقامة هذه العلاقات في الوقت المناسب".

ونفى وزير الخارجية السوري الاتهامات حول عرقلة بلاده لقيام المحكمة في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، وقال إن " المعرقل هو من لا يتوافق في لبنان" مشيرا إلى أن قيام المحكمة يحتاج إلى "توافق بين اللبنانيين على نظامها، بحيث تكون محكمة جزائية جرمية وليست محكمة سياسية انتقامية لافتا إلى أن سورية تتعاون مع لجنة
التحقيق الدولية بشكل كامل وهذا ما أكده المحقق الدولي سيرج براميرتس في جميع تقاريره التي قدمها إلى مجلس الأمن".

وأعرب المعلم عن استعداد سورية للمساهمة في الوصول إلى توافق بين جميع اللبنانيين لافتاً إلى ضرورة أن يكون الحل لبنانياً، وقال: أي حل من خارج لبنان لن يستمر داعيا جميع الأطراف اللبنانية إلى التصالح والتوافق فيما بينهم وبالتالي تشكيل حكومة وحدة وطنية تنظر إلى مستقبل لبنان العربي كجزء من هذه المنطقة كي يبقى لبنان شعب الصمود والمقاومة في وجه العدو الاسرائيلي.

وأشار وزير الخارجية إلى أن التدخل الخارجي هو الذي عطل الحوار بين اللبنانيين، وأضاف أن " موضوع المحكمة هو موضوع لبناني" مبيناً أن سورية " أرسلت قانونيين إلى الأمم المتحدة فقيل لنا إن هذا الموضوع هو بين الأمم المتحدة ولبنان".

ورداً على سؤال يتعلق بالمزاعم حول تهريب السلاح من سورية إلى لبنان نفى الوزير المعلم هذه الاتهامات والمزاعم مشيرا إلى قيام بعض الأطراف اللبنانية بافتعال قصة تهريب السلاح وهي نفس الأطراف التي تدفع لبنان إلى توجه آخر غير التوجه العربي.

وقال إن هذه ادعاءات اسرائيلية مدعومة أميركياً وهذا يؤشر إلى أن الأطراف اللبنانية التي تروج لهذه الادعاءات الاسرائيلية الأميركية هي جزء من هذا المخطط الذي يريد سلخ لبنان عن محيطه العربي.

وأكد الوزير المعلم لبنانية مزارع شبعا، وأن سلاح المقاومة اللبنانية هو سلاح لبناني هدفه تحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة والمشكلة هي في وجود الاحتلال الاسرائيلي موضحا أن اسرائيل تريد التوسع ولذلك ترفض السلام لانها قامت على التوسع.

وقال المعلم إن سورية منفتحة على الحوار وهذا الحوار إما أن يستفيد من موقع وجهد سورية ومكانة قيادتها وإما أن يعزل نفسه عن هذا الجهد وهذه المكانة مؤكدا أن كل طرف دولي أو إقليمي إيجابي باتجاه تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة سيجد سورية شريكاً له.

وأعرب وزير الخارجية السوري عن اعتقاده بان الحوار إذا كان قائماً على معطيات موضوعية ونوايا سياسية صادقة ستكون له انعكاسات إيجابية هامة على المنطقة.

وقال: إن اسرائيل هي من عرقل عملية السلام وحل الصراع العربي الاسرائيلي أما سورية فخيارها الاستراتيجي هو تحقيق السلام العادل والشامل وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وضمان حقوق الشعب الفلسطيني مشيرا إلى أنه في هذه المرحلة التي تسود فيها حكومة اسرائيلية ضعيفة ولا تملك ارادة سياسية لصنع السلام وادارة امريكية وضعها الداخلي صعب جدا قد نحتاج إلى عقود من الزمن للتوصل إلى سلام.

وحول الوضع في العراق قال السيد وزير الخارجية إن الولايات المتحدة ليست قادرة وحدها على حل الوضع في العراق مشيرا إلى أن سورية جاهزة للمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق.

وفيما يتعلق بالعلاقات السورية السعودية وصف الوزير المعلم تلك العلاقات بأكثر من دافئة معربا عن اعتقاده ان هذه العلاقات تمر اليوم بأعمق حالاتها وامل ان تنعكس ايجابا على الاوضاع في المنطقة ان كان في فلسطين أو لبنان أو العراق

مصادر
سورية الغد (دمشق)