في سعيه للحفاظ على تعاظم شعبيته في ظل تهاوي شعبية خصومه السياسيين، شرع زعيم حزب الليكود المعارض بنيامين نتنياهو في حملة اعلامية لاقناع الجمهور الإسرائيلي بدوره الرئيسي في خفض نسبة الولادات في أوساط فلسطينيي 48؛ على اعتبار أن ذلك خطوة يتطلبها " النضال ن اجل الحفاظ على الطابع اليهودي للدولة "، على حد تعبيره. وفي المقابلات التي منحها لقنوات التلفزة الإسرائيلية في نهاية الاسبوع المنصرم، قال نتنياهو أنه عندما تبوأ منصب وزير المالية في حكومة شارون في الفترة الممتدة من ( 2003 -2005 ) تعمد تقليص مخصصات الضمان الاجتماعي التي تمنحها الدولة للأطفال وللعائلات كثيرة الأولاد، من أجل اقناع العائلات في اوساط فلسطينيي 48 بتقليص عملية الانجاب بعد أن يدركوا أن زيادة الولادات لن يكون لها مردود اقتصادي جيد على هذه العائلات. وزعم نتنياهو أن خطوته كان لها تأثير مباشر على خفض نسبة الولادات في المدن البلدات والقرى التي يقطنها فلسطينيو 48 بشكل كبير. وزعم نتنياهو أنه من خلال البحث الذي قامت به وزارته تبين أن نسبة الولادات لدى فلسطينيي 48 الى نسبة الولادات لدى العائلات اليهودية قد انخفضت من 4 اطفال الى طفل واحد، قبل تولي نتياهو مهام وزير المالية، الى 4.1 طفل الى 3.1 طفل عندما استقال من منصبه أواخر العام 2005.

وشدد نتنياهو الذي تولى شغل منصب رئيس الوزراء في الفترة الممتدة من 1996 الى 1999، على أن سياسته هذه تمثل أحد الردود بالغة الاهمية على الخطر الديموغرافي الذي يتمثل في امكانية أن يفقد اليهود أغلبيتهم الديموغرافية في المنطقة الواقعة بين نهر الاردن وحوض البحر الأبيض المتوسط؛ الى جانب مساهمة هذه السياسة في توفير المزيد من الموارد المالية التي تمكن الدولة من توظيفها في خدمة قطاعات جماهيرية اخرى في المجتمع الإسرائيلي.
الفلسطينيون سيشكلون 30% من تعداد السكان

لكن ابراهام طال احد كبار الخبراء الاقتصاديين في الدولة العبرية قال أن نتنياهو لا يحق له التباهي في هذا المجال على اعتبار أن الانخفاض في عدد الولادات لدى فلسطينيي 48 قد حدث في العام 2000 وذلك قبل تولي نتنياهو شؤون وزارة المالية بثلاثة اعوام. وعزا طال في مقال نشرته النسخة العبرية لموقع صحيفة " هارتس " على شبكة الانترنت انخفاض عدد الولادات لدى فلسطينيي 48 الى حدوث تغييرات في عاداتهم الحياتية وبتأثير المعايير الغربية، معتبراً أن انخفاض مماثل حدث في العديد من الدول العربية التي تتدنى فيها نسبة الخصوبة فيها عما عليه لدى فلسطينيي 48. وأكد طال أن تقليص مخصصات الضمان الاجتماعي لم يكن لها تأثير كبير على خفض معدلات الخصوبة لدى فلسطينيي 48. في نفس الوقت أشارت مكتب الإحصاء المركزي في إسرائيل أن هناك هبوطا متواصلا وبطيئا في عدد اليهود من سكان الدولة. وحسب آخر احصائية صادر عن المكتب فأن اليهود يمثلون حالياً %76 من مجموع السكان مقابل2. 76 في المائة في العام السابق، وفي المقابل ازداد المسلمون من 16.1% الى 16.3% من عدد السكان. ويتوقع المكتب أن يشكل فلسطينيو 48 ما نسبته 30% من مجموع السكان بحلول العام 2025.

هجرة الأدمغة:
من ناحية ثانية حذر بحث اعدته الجامعة العبرية في القدس المحتلة. مما سماه من خطورة " هجرة الأدمغة " من اسرائيل لدول الغرب والولايات المتحدة. وحسب البحث فأن ذوي المؤهلات العلمية والمستويات الثقافية المرموقة يميلون اكثر من غيرهم الى مغادرة اسرائيل، الأمر الذي يعني ان اسرائيل تخسر في حالات كثيرة عوائد الاستثمار في الطلبة الجامعيين لمصلحة دول أخرى، خصوصاً الدول الاوروبية، وان كثيرين ممن يغادرون لاستكمال تعليمهم لا يعودون الى اسرائيل بعد تلقيهم عروض عمل مغرية مادياً وتوفير فرص لهم للمشاركة في ابحاث ودراسات لا توفرها الدولة العبرية. ويأتي ذلك في ظل الكشف عن تقرير اعد لصالح الكنيست، ويظهر أن معدلات الهجرة العكسية من اسرائيل للخارج سجلت ارتفاعاً ملحوظاً خلال السنوات الاخيرة. وجاء في التقرير المقدم للجنة " الاستيعاب " البرلمانية أن الاوضاع الاقتصادية الأمنية المتفاقمة بعد حرب لبنان زادت من معدلات الهجرة. وحسب التقرير فإن مئات الطلبة في المدارس الثانوية من أبناء المهاجرين الجدد غادروا اسرائيل بعد ان لم ينجحوا في الاندماج في الحياة فيها واختاروا تكملة دراستهم في روسيا أو اوكرانيا.وتبين من المعلومات ايضا ان 72 ألف مهاجر جديد من مجموع 939 الفا وصلوا الى اسرائيل غادروها في الفترة الواقعة بين عام 1999 و 2002 وان العدد في ارتفاع مضطرد في السنوات الأخيرة. وقال مدير قسم استيعاب المهاجرين في مركز الحكم المحلي الإسرائيلي ميخائيل كينغر في افادة امام اعضاء اللجنة البرلمانية انه تلقى منذ الحرب الأخيرة عددا هائلا من الطلبات من مهاجرين جدد لمغادرة اسرائيل الامر الذي" يدل الى حال من الهلع تنتابهم وشعوره م بغياب الأمن والأمان وخيبة املهم من تصريف شؤون الدولة ابان الحرب من الناحية العسكرية وعدم توفير الحماية اللازمة للجبهة الداخلية "، على حد تعبيره.