أما بعد، وقد انتهى سباق المرشحين إلى مجلس الشعب، وبات معروفاً من وصل ومن أخفق، فقد صار لزاماً أن نعود لقراءة هادئة لبعض المواقف التي واجهت فريق محرري (أبيض وأسود) خلال أكثر من شهر غطى فيها الحراك الدعائي لمرشحي الدور التشريعي التاسع، ولتقديم رؤى وآراء وأفكار راودتنا، وآثرنا عدم الكتابة عنها كي لا يقال إننا شوشنا على أحد أو أننا نعمل ضد أحد لصالح أحد.. مع الإشارة التي لابد منها أن جزءاً من حديثنا السابق يشمل أسماء قد نجحت في الانتخابات، وباتت اليوم تمتلك حصانة المجلس، وجزءاً آخر منها سيكون عن أسماء لم يحالفها الحظ في دخول المجلس.

... ونطقوا عجباً أو شعراً:

مع بدء الحملات الانتخابية كان خيار (أبيض وأسود) الاقتراب من المرشحين على اختلاف مرجعياتهم الفكرية والعمرية في محاولة لاستقصاء شكل المجلس الجديد وعقليته تجاه القضايا المجتمعية الملحة، بوصفها مشروع عمل ينتظرهم طوال الأربع سنوات القادمة فيما لو دخلوا المجلس، وكان من البديهي أن يكون السؤال الأول هو: (أيها المرشح، لماذا ترشح نفسك لدخول المجلس..؟).
بديهة السؤال تكمن في كون الإجابة محسومة ومعدة سلفاً، إذ سرعان ما ينطق المرشح ببرنامجه الانتخابي أو بشعاراته الممدة على لافتاته القماشية، بوصفها أجوبة جاهزة ومدروسة. ولأنه لا يمكن الجزم بما يدور في رأس كل مرشح، كان التشكيك بالنوايا الطيبة له تجنياً مبكراً، والتسليم الكامل بصدقها سذاجة.. وعليها وبعيداً عن التشكيك والتصديق رفعنا شعار (كل مرشح صادق حتى يثبت العكس)، إلا أن لاشيء يثبت العكس إلا الأفعال.. وعليه ستبقى كل الوعود والبيانات الانتخابية والشعارات.. تقف على الحد الفاصل بين التشكيك والتصديق أيضاً بانتظار ما تبوح به السنوات الأربع لمن نجح، بعد أن أراحتنا نتائج الانتخابات الأخيرة من انتظار كثير من الشعارات لمن لم ينجح.

في إجابات السؤال الأول، كان بوسعنا أن نسمع عناوين عامة كثيرة منها ما تكرر كثيراً مثل: مكافحة الفساد، تأمين فرص عمل للشباب والقضاء على البطالة، تحسين دخل الفرد، و ربط الأجور بالأسعار، توفير بيئة مناسبة للاستثمار، وتخفيض الضرائب والرسوم، اقتصاد متين، دعم المرأة وقضاياها ورفع الغبن عنها، رفع مستوى التعليم، توفير الضمان الصحي ونشر الوعي البيئي.. والعناوين السابقة، على كثرة ما تكررت على قدر ما بدت عائمة تحتاج لكثير من التفاصيل.. فكل عنوان منها يحتاج إلى ورشات عمل لتوضحيه، قبل وضع برامج عمل لتنفيذه.

ووسط ما تكرر من عناوين وشعارات، تقدم مصطلحان ليحتلا صدارة اليافطات: محاربة الفساد، دعم الشباب.. الذي لابد أن يضخ في مجلس الشعب وصولاً لضخه في كافة مفاصل الحكومة.. والشعاران على أهميتهما وعلى إيماننا بهما، خرجا منذ زمن من سكتهما المجدية، ليدخلا حيز الكلام المكرور الذي يقف خلفه الانتهازيون في المجتمع كما يقف خلفه المخلصون، وعليه بدا الفرز وفق هذين الشعارين، يحتاج لكثير من التمهل، فالبعض لا يعرف منهما إلا حروف الأبجدية التي كونتهما، وبالتالي لابد من أخذ هذين المصطلحين بالذات إلى الخط الفاصل بين التشكيك والتصديق، والانتظار أيضاً.

البعض قدم أجوبة بشاعرية المعنى ورومانسيته فتحدث عن: العمل لمجتمع تسوده المحبة والسلام بين جميع مكوناته، وعن الحفاظ على جمال الأرض بالحفاظ على آثارنا، وعن توفير المقومات الأساسية لطفولة سعيدة، وعن تحقيق الأحلام..
الأجوبة برمتها، مهما اختلفت تفاصيلها، بدت مشروعة، فمن حق المرشح أن يلمع نفسه وأن يغري من يسمعه بالكلام المعسول وبالوعود لينتخبه، إلا أن المفاجأة كانت في أجوبة خالفت كل التوقعات، ولاسيما أنها صدرت عن أناس يفترضوا أنهم امتلكوا الحد الأدنى من الوعي الذي يجعلهم يدركون أي مسؤولية هي الجلوس على كرسي في مجلس الشعب.

أحد المرشحين (لم ينجح بنتيجة الانتخابات) اختصر إجابة سؤال أسباب ترشحه، بجملة واحدة، فقال: (إنه رشح نفسه بناء على طلب رجل دين...؟!)، ولكارثية الإجابة وجهان وجه في سبب ترشحه والذي افتقد الحد الأدنى من الإحساس بالمسؤولية، ووجه جنبتنا نتائج الانتخابات حيرة الدخول في جدله، إذ سرعان ما يخطر بالبال سؤال عن: (رجل رشح للانتخابات بناء على طلب رجل دين ما، ما الذي بوسعه أن يفعله لو طرق بابه شاكٍ من دين آخر..؟!).

مرشح آخر (لم ينجح بنتيجة الانتخابات أيضاً) بدا واثقاً من نجاحه لدرجة أنه تحدث إلينا بوصفه عضواً في مجلس الشعب لا مرشحاً لدخوله، فغادرناه ولسان حالنا يقول: (مرشح لا يرتجي صوت الناس يوم لا يُسمع صوتاً إلا صوتهم، ما الذي بوسعه أن يفعله لهم يوم ينقطع صوتهم..؟!).

.. وصمت المرشحين عبادة:

مرشح ثالث (نجح بنتيجة الانتخابات) قيل لنا إنه من الصعب أن نلتقيه، في وقت عرض علينا صديق أن يساعدنا في لقائه، فرفضنا نحن هذا اللقاء، إذ (ما الذي ننتظره من مرشح نحتاج لوسيط لمقابلته.. هل سيخدم الأخ الناس بالإحساس عن البعد، بحاسته السادسة، أم بالتخمين...؟!)، أما المرشح الرابع (لم ينجح بنتيجة الانتخابات) فقد حجبنا عنه وكيله، الذي أوكلت إليه مهمة الإجابة على موبايل المرشح، بعد أن نسي أن يخبر مرشحه في المرة الأولى وفي الثانية (طنشنا). المرشح الخامس (لم ينجح بنتيجة الانتخابات) (لقطناه متلبساً)، فطلب بكل احترام تأجيل حديثنا لليوم التالي، وفي اليوم الثاني اعتذر، وفي اليوم الثالث تأفف ونفّخ حتى أحرق رغبتنا بالحديث معه فاعتذرنا منه لأننا (عطّلناه)، مرشح سادس وهو رجل دين (لم ينجح بنتيجة الانتخابات) أعطانا موعداً في مكتبه، لكننا لم نلتق به لأن التلفزيون دعاه لندوة والتلفزيون (أكثر وجاهة)، أما المرشح السابع (نجح بنتيجة الانتخابات) فقد ظل هاتفه الشخصي والخاص يرن ويرن دون أن يكلف نفسه عناء الإجابة على رقم لا يعرفه..؟!

أصدقاؤنا المرشحون (الرابع والخامس والسادس)، لم ينجحوا لحسن المصادفة ولحسن حظنا، فهؤلاء وهم بحاجة للناس لا يجدون وقتاً للحديث مع الناس، فماذا لو صاروا أعضاء مجلس شعب هل سيجدون وقت لذلك... من السذاجة أن نقول نعم؟! أما المرشح السابق والذي أضحى اليوم عضو مجلس الشعب، فلا مفر من أن نهمس في أذنه (ربما لأنه صار ممثلنا في مبنى المجلس): (إن كل رقم يعرفه ويرد عليه، هو حكماً ليس بحاجة له، أما الأرقام التي لا يعرفها السيد العضو الجديد فهي حكماً للناس الذين انتخبوه، وجاء الوقت ليسألوه حاجاتهم التي وعدهم بقضائها لو دخل المجلس).

صورة.. أحسن من عشرة أصوات على المنبر:

في سعي فريق محرري (أبيض وأسود) للقاء المرشحين وسؤالهم كان لدينا صعوبة في الحصول على عناوين المرشحين للانتخابات أو أرقام هواتفهم ولاسيما (قبل أن تنصب المضافات الانتخابية)، فكان لابد من الاستعانة بالأصدقاء من أعضاء المجلس السابق، مرشح اللاحق ليعينونا في الحصول على أرقام البعض، أما البعض الآخر فاعتمدنا على عاملة السنترال (الحبابة) في حين انتظرنا المضافات الانتخابية لتجمعنا بالبعض الثالث.

صعوبة التعرف على المرشحين والوصول إليهم وضعنا أمام سؤال ملح ومخيف، هي كيف يمكن للمواطن العادي أن يختار مرشحاً ليمثله تحت قبة المجلس، ما دام لا يعرف منه إلا الصورة..؟! هذه الـ(إلا) دفعتنا لإعادة التدقيق بالصور، باعتبار أن (كاريزما) المرشح، نظرياً، هي العامل الوحيد الذي يستطيع النائب أن يختار بموجبه مرشحيه.

في بيان الصورة هذه المرة لا الشعارات والوعود، حملت صور المرشحين كثيراً من المفارقات، وعلى صعيد الكاريزما اجتهد المرشحون، كل بطريقته، لإقناع الناخبين الذين في الغالب لن يعرفوه إلا من خلال هذه الصورة، فحرص كل مرشح على صورة تشبه بيانه، فمنهم من اختار الابتسام بدرجات الابتسامة المختلفة بدءاً من الابتسامة المكتومة، فالابتسامة الخجولة، والابتسامة التي على شفا ضحكة، وابتسامة (لأسنان أكثر بياضاً)، وبالمقابل حرص بقية المرشحين ولاسيما التجار منهم على أخذ (بوز) جدي، مع قليل من تواضع (انتخبوني أرجوكم)، بعض المرشحين كسر جمود الصورة فأخذ (بوزاً) عصرياً منافساً بذلك أفيشات الأفلام وأشرطة الكاسيت، مرشحون غلبوا صفتهم وأسماء محلاتهم على أساميهم، مرشحون جعلوا شعاراتهم الأساس مقابل أسمائهم وصورهم، وآخرون فعلوا العكس فركنوا الشعار جانباً وتركوا المساحة الأساسية للاسم والصورة، البعض فضل أن يضيف إلى اسمه لقبه، والبعض اختار الاستغناء عن البدلة الرسمية لصالح (بيجاما الرياضة) مثلاً.. أما القوائم فاختارت بداية أن تعلن عن نفسها بأسلوب دعائي (مودرن) فانتشرت في الشوارع باسم القائمة لا اسم أعضائها، ثم بدأت تالياً تعلن عن نفسها رويداً رويداً.. بعد أن أصبحت أسماء أعضائها سؤال الناس.

في الغالب تتوزع معرفة الأخ المواطن بمرشح(ـه) على أقنية ثلاث أصغرها أن يكون المرشح من معارفه أو معارف معارفه.. وهنا الانتخاب محكومة بحق ذوي القربى، والنتيجة لن تكون مضمونة بالتأكيد.

في القناة الثانية وهي الأوسع قليلاً يكون المرشح واحداً من الشخصيات العامة التي يعرفها المرشح أو يسمع عنها سواء في التلفزيون أو حياته اليومية ويمثلها في الدرجة الأولى رجال الأعمال الكبار، وجديد هذه الدورة الرياضيون.. وفي هذه الحالة يكون الانتخاب محكوماً بواجب العامل تجاه رب عمله، وواجب المرؤوس تجاه رئيسه.. وربما مدفوعاً بجواب سؤال (قديش عم يدفع على الصوت..)، وبدرجة أقل محبة كامنة لسبب آخر من المؤكد لن يكون انتخابياً... لكن النتيجة هنا مضمونة، ويبقى التميز، وتالياً النجاح بمن لديه عمال ووكلاء انتخابيين أكثر.

أما القناة الثالثة وهي الأوسع على الإطلاق، فقيها يكون المرشح مجهولاً تماماً بالنسبة للناخب، وعندها سيجد الناخب نفسه محاصراً بصور مرشح(ـه)، تدفعه إلى مفترق طرق أما أن يتجاهل الصور وكأن المرشح ما كان، أو ينتخبه لإعجابه بكاريزما هذا المرشح، وشخصيته.. أو لأي سبب، ولكن لن يكون بطبيعة الحال انتخابياً أيضاً. والنتيجة لن تكون مضمونة بالتأكيد أيضاً.

ثمة قناة رابعة على هامش القنوات الثلاث السابقة وربما العكس هي الأساس والقنوات الثلاث هي الهامش (راجعوا نسب المقترعين)، وفيها يقف الأخ المواطن موقف الحياد من العرس الانتخابي، فلا ضرر منه ولا ضرار: ما هو بناخب، ولا الصور حوله لمرشحيه، ولمجلس الشعب وقبته ناسه الذين لا يهمه كثيراً أن يعرفهم.. إنه على (باب الله)، لا يريد من دنياه أكثر من لقمة حلال يملأ بها بطون أولاده.

وللنتائج وجه آخر:

وبحكم القناتين الثالثة والرابعة وهما (الأكثرية) يبرز سؤال من يمثل من داخل المجلس من المستقلين...؟، إلا أن لنتائج الانتخابات أجوبة مقنعة، الذين نجحوا في دخول المجلس، هم شخصيات يعرف وجوههم ناس القنوات الأربع، فهذه الوجوه أدمنت الترشح لمجلس الشعب وأدمنت النجاح أيضاً، وبين هؤلاء سيقف رجال الأعمال في مقدمة قوائم المرشحين المستقلين سواء بتكرار الترشح، وباحتلال أكبر مساحة ممكنة من الأماكن المتاحة للدعاية والإعلان، وتالياً بالنجاح بغالبية المقاعد المتاحة للمستقلين.

هؤلاء التجار تقدموا هذا العام موزعين على عدة قوائم موحدة مطعمة برجال دين وعلم، ومنهم من فضل أن يتقدم منفرداً وحيداً.. وعليه كانت المنافسة حامية حتى اقتصرت عليهم، وبينهم توزعت مقاعد المستقلين.

ورغم فوزهم في النهاية كان من الممكن أن نلتقط مزاجين اثنين بين الناس حول أحقية هؤلاء بتمثيل الشعب فمنهم سيرى أنهم يدخلون المجلس سعياً خلف مصالحهم أولاً، ومنهم من يرى أن حسن إدارتهم لتجارتهم وأعمالهم الخاصة يؤهلهم لحسن إدارة شؤون الناس في المجلس، أما السادة هؤلاء فقد أكدوا أن خدمة الناس هي ما تدفعهم لدخول مجلس الشعب، ولا لسبب آخر فهم ليسوا بحاجة لبرستيج أو مال أو سيارات.

أما شؤون الناس... فمن نسأل؟
عود على بدء: شؤون الناس، وخدمتهم.. كانت سؤال (أبيض وأسود) الأساس على مدار تغطيتها لحملات الترشيح والمرشحين.

سؤال شؤون الناس بدا ضرورة (ليطمئن قلبي) ولاسيما أن صور المرشحين حملت من ناحية الكم كثيراً من الأصوات الشابة التي قالت إنها تريد أن تكون صوت الشعب وخصوصاً صوت الشباب منهم (وبعضهم قد تخطى سن الشباب) وأمام هؤلاء كان ثمة مزاج خجول متحمس للشباب باعتبار أنه لابد من دم جديد وشاب للمجلس من أجل حياة برلمانية أكثر شباباً، إلا أن مزاجاً ثانياً راح يتساءل عن الخبرة والدراية والقدرة التي يمتلكها هؤلاء على مناقشة القوانين والقرارات التي قد تضع على طاولة مجلس الشعب، وماذا يعرفون مثلاً عن اقتصاد السوق حتى يستطيعون الحكم عليه إن كان اجتماعياً أو لا...؟! وأسئلة كثيرة كان بمقدرونا أن نجزم في نهاية متابعتنا الإعلامية وحوار المرشحين أن كثيراً من الشباب المرشحين لم يطرحها على نفسه.. وبالتالي ما لم يدرك معنى أن يشغل واحداً من كراسي المجلس المئتين والخمسين.

ما كان شكاً وريبة، حاولنا تقصي حقيقته في سؤال معيشي مهم، ندرك أنه سيكون واحداً من استحقاقات الدور التشريعي التاسع، هو سؤال الدعم الحكومي للمواد الأساسية، أحد المرشحين المتعلمين جداً (لم ينجح بنتيجة الانتخابات)، سألناه عن موقفه من رفع الدعم لو طلب من المجلس إقرار ذلك، فسألنا دون خجل، وبمنتهى البساطة: ما الذي نعنيه بكلمة دعم؟ فتوجسنا خيفة من أن ينجح وإلا لطار الدعم وما وجد من يترحم عليه. مرشح آخر شاب (لم ينجح أيضاً) لم يشأ أن يشعرنا بأنه لا يعرف شيئاً عن الدعم فتحدث عن دعم الجماهير لجيشنا البطل في مواجهة التحديات الخارجية، وكان الأخ المرشح يتكلم بحماسة منابر... وحين أخبرناه أننا جميعاً جنود لهذا الوطن ولكن الدعم الذي نعنيه هو دعم السكر والرز والمحروقات وسواها.. صمت قليلاً، وفضّل عدم الإجابة الآن، إلى ساعة دخوله المجلس وعندها لكل حادث حديث.

مرشحة ليست شابة (لم تنجح) رفضت الإجابة عن السؤال، بينما أجابنا الكثيرون بحماسة الشعارات عن رفضه لرفع الدعم، وقد بدا واضحاً أن حديث بعضهم مجرد شعارات.

على نحو عام حملت الأجوبة انسجاماً بين المرشحين على أهمية الدعم الحكومي، مع تفاوت ظهر بين الآراء بفهم (الدعم) وتفاصيله، وربما الأمانة تقتضي منا الاعتراف بأن أجوبة ناضجة وعاقلة عن رفع الدعم أو إعادة توزيعه، جاءت من أسماء رشحت نفسها ضمن القوائم الشهيرة، ونجحت في الانتخابات، فأعلنت رفضها وفق رؤية عقلانية عرفت أبعاد القضية جيداً، وعليه نحن ننتظر استحقاق هؤلاء أمام مشروع رفع الدعم أو تعديله فيما لو قدم لإقراره في المجلس.. وعندئذ، سنركض إلى أرشيفنا الصحفي خلال شهر مضى لنعرف هل صدقت الأفعال ما أكدته الأقوال زمن الترشيح، أم أن كلام الترشيح تمحوه أفعال المجلس...؟

وصرنا بحاجة لأن ندللهم:

الحملة الانتخابية انتهت، النتائج ظهرت، ومعها عرفنا من صار عضواً في مجلس الشعب، ومن بقي مرشحاً سابقاً لمجلس الشعب.. وبين هذا وذاك سيبدو المواطن الأكثر اطلاعاً على أسماء مرشحيه ووعودهم، حتى الساعة التي أوصلهم خلالها حتى باب المجلس، وبعدها سيكون واحداً من أصعب الأمور عليه أن تسأله عن أسماء خمسة من أعضاء مجلس الشعب.
الأخ الناخب يعرف أسماء مرشحيه إلى المجلس باعتبارهم (يدللونه)، ولا يكترث لأسماء من يدخل منهم إلى المجلس، باعتباره صار بحاجة لأن (يدللهم).