من الممل ان ندخل هنا في مماحكة لغوية او "حكوجية" ، كمان انه من الممل أكثر ان ندخل في مماحكة ايديولوجية حول العمل والعمال وايهما أحق بتسمية العيد بأسمه ، وخصوصا ان الاعياد والمناسبات اصبحت تكرارا تقويميا يعني يوم استراحة وعطلة وهذا ما يتناسب مع ما آلت اليه الامور في العالم خصوصا تقليص ساعات العمل او بالاحرى تكثيفها لما امتلكت طرائق العمل من اتمتة تكثف وتوفر الوقت لصالح الانتاج وفي مايلي الانسان او العامل .

ولكن وللحق هو عيد يستحق اصحابه الحقيقيون التكريم والاحتفاء ولكن ليس خلف لآفتة قماشية ترفر كل عام بشكل اداري يبعث على الارتباك .

وللحق ايضا ان الاحتفاء بالعامل والعرفان له مسألة ضرورية في سياق العيش المجتمعي حيث يبدو العامل كبرغي في آلة ضخمة يصعب لحظ انجازاته كما يصعب توصيفه في ظل بنية انتاجية مرتبكة فهل هو العامل وراء الآلة ام هو الفلاح ام الموظف ام عامل البوفيه ام حارس البناية أم هو الخزمتجي عن المتمولين محدودي الدخل !! أفي القطاع العام أم الخاص الخ؟؟؟

وتزداد صعوبة توصيف العامل مع الاضطلاع على الاحصائيات التي تظهر انتاجية العامل عندنا ، او تظهر عدد ساعات العمل الحقيقية التي يؤديها ، او تظهر مدى دقة الاعمال التي يقوم بها واتقانها ، وأخيرا الجدوى الاقتصادية المجتمعية لوجوده ، وبالتالي هل يكفي وجود العامل ( الذي لم نحصل على تعريف محدد له ) للأحتفال به ؟ وهل حقيقة ان صاحب العمل يسرق العامل وجهوده بغض النظر اذا كان القطاع عاما او خاصا ؟؟ أم ان العمال نفسهم يسرقون بعضهم ، لأن فيهم فئة غير قليلة من المليونيرات وفئة غير قليلة من المعدمين ؟كيف نستطيع ان نحتفل ونحتفي وبمن ؟

العامل هو من يعمل وينتج وبدقة واتقان ما يؤدي الى النجاح والارباح ، وليس الى انتاج ( طبقة مسحوقة ) وتراجع في الانتاج وخسائر بدلا عن الارباح ، لنكسب طبقة متواطئة بدلا عن الطبقة المنتجة التي تطالب بحقوقها .

اذا مقياس الاحتفال هو الانتاج وجودته وكميته وارباحه وتوزيعها ، أي الاحتفال بالعمل وليس بالعمال ، لأن هناك ضرورة لفرز العما ل عن التنابل والمتعيشين والمتسلقين ،ماذا تنتج جيوش الموظفين المستلقين وراء مكاتبهم ينتظرون فريسة كي ينهشوها ، أو ماذا تنتج جيوش من العمال لا تعرف تبليط رصيف او تزفيت شارع ؟؟؟

لقد آن الاوان للتفكير بالتابويات التقويمية ، ولحلحة الفكر المستقر المعتاد لننظر الى نتائج وجود من ندعي انه عامل ومن ثم نكرمه او انحتفي به .