القبس

’الدستورية’ تحاصر أردوغان والبرلمان

هزمت المحكمة الدستورية العليا في تركيا الحكومة والبرلمان معا بعد ان طعنت في دستورية الجلسة الاولى لانتخاب رئيس الجمهورية، واشترطت مشاركة 367 عضوا في جلسة اليوم تحت طائلة حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة، الامر الذي دعا حكومة رجب طيب اردوغان الى ارجاء هذه المحطة الثانية.
وقال نائب رئيس المحكمة ان 9 من اعضاء المحكمة صوتوا لمصلحة الطعن ضد اثنين، احدهما معروف انه ذو ميول اسلامية لأن الرئيس الراحل تورغوت اوزال عينه لهذا المنصب، فيما عين الرئيس الحالي احمد نجدت سيزار 7 من اعضاء المحكمة، واثنان اخران عينهما الرئيس السابق سليمان ديميريل.
وجاء الرد السريع من وزير العدل والمتحدث باسم الحكومة جميل شيشاك وقال ان قرارات المحكمة الدستورية العليا ملزمة للجميع، وان الحكومة ستتخذ الاجراءات اللازمة تلبية للقرار، واكد انهم عند الضرورة مستعدون للانتخابات البرلمانية المبكرة، بعد الاتفاق على موعدها واسلوبها مع احزاب المعارضة.
الوضع الداخلي ل ’الدستورية’
واثار قرار المحكمة ضجة كبيرة في الشارع السياسي، حيث تتوقع الاوساط السياسية ان يعلن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان اليوم عن استراتيجية الحزب والحكومة للمرحلة المقبلة، وذكرت بمشاركة 360 نائبا في الجولة الاولى للتصويت الجمعة الماضي، اي اقل بسبعة اعضاء، بعد ان اقنع قادة العدالة والتنمية 7 من المستقلين واعضاء الاحزاب الاخرى بالمشاركة في الجلسة، وقد حاول العدالة والتنمية اقناع 7 اخرين من نواب الاحزاب الاخرى بالمشاركة في جلسة اليوم فلم ينجح.
واتهمت قيادات المعارضة العدالة والتنمية ’بشراء’ الاعضاء السبعة في تلك ’المحاولة’ الانتخابية الاولى.
وعبر قادة حزب الشعب الجمهوري عن ارتياحهم لقرار الدستورية وقالوا انه انتصار للديموقراطية والجمهورية العلمانية وعبروا عن استعدادهم للانتخابات المبكرة.
صدامات اسطنبول
الى ذلك بعد بيان رئاسة الاركان وتظاهرة اسطنبول التي شاركت فيها مئات الالاف من المواطنين الذين تحدوا الحكومة، استنفرت سلطات الامن هذه المرة حوالي 17 الفا من عناصر الشرطة في اسطنبول بكامل معداتهم التقنية والكلاب المدربة لمواجهة اي احتمالات خلال الاحتفال بعيد العمال في ميدان تقسيم، وسط المدينة. ومنع محافظ المدينة مظفر جولار الاتحاد العام لنقابات العمال الثورية من التظاهر احياء لذكرى مقتل 34 من المواطنين قبل 30 عاما عندما تظاهر مئات الالاف من العمال بمناسبة عيد العمال في الساحة المذكورة. واتخذت سلطات الامن برا وبحرا وجوا تدابير لم تشهدها المدينة في تاريخها حيث شلت حركة المرور في جميع انحاء المدينة مما اغضب المواطنين الذين لم يصلوا اماكن عملهم خلال خمس ساعات على الاقل.
وذكرت مصادر اتحاد النقابات ان قوات الامن اعتقلت المئات من المواطنين (حوالي الستمائة) بعد ان حاولوا دخول ميداني تقسيم وقاضي كوي.
كما اشتبكت قوات الامن مع مجموعات من منظمات يسارية مختلفة في العديد من احياء المدينة واعتقلت الكثير منهم بعدما استخدمت غازات مسيلة للدموع.