نصف المجتمع بالنقاب أو بدونه.. هو سؤال فقط لأنني لا أريد تكرار معارك بداية القرن الماضي، لكن هذا "النقاب" تحول" أو ربما تبدل باتجاه آخر ليصبح رمزا أو ربما هوية، فهل هويتنا هي "الفتنة".

في النصف الثاني من القرن الماضي أصبحت "نصف المجتمع"، وما أزال في نفس الموقع وكأن الصورة النهائية للبشرية هي في الاختلاف البيولوجي، لكن الأمر أقسى من ذلك.. فأنا أعرف أن المساحات التي أغطيها من وجهي اليوم هي تعبير آخر عن "نصف المجتمع"... النصف الذي بقي خاويا او مرميا عند تصور الرجل عن الحرية، أو حتى معاني الحياة، فيرسم الجنس على شاكلته، لكنني وبنقابي أعيد تشكيله وفق مخيلتي.

لا أريد أن أكون نصف المجتمع، لأن النصف الآخر استقال من الحياة ليحدد ماهيتي، فأنا لم أعد مضطهدة بعد اليوم، لكنني مرسومة على شاكلة صور الحداثة التي تملك تركيبا تجريديا، فأن أكون أنثى يعني أن أصبح واضحة المعالم حتى ولو لم أحصل على ما أريده.. لذلك قررت الحصول على حلمي حتى ولو بقيت خارج أسوار الخيال المريض للنصف الآخر من المجتمع "المعطل".

لم أعد أفكر بأوصاف الإباحية التي كانت تنهمر على أي أنثى إذا استطاعت اختراق عزلتها، لأن ما يحدث اليوم هو وهم.. فالحياة كما نحاول عيشها اليوم وهم نركبه ونقتنع به.. والحب أصبح مألوفا على سياق الجواري.. أما الجنس فلم يعد خطا أحمر لأنه انتهى من خارطة المحظورات، وأصبح سلعة خارجة عن مألوف ثقافة الشرق الأوسط المنهك بتجاربه.

عندما أنزع النقاب فعلى الجميع أن يتقدموا ليروا حقيقة الوجه الأنثوي، فهو لا يحمل الفتنة لأنه مفتون.. مغرم بكل تفاصيل الحياة.. هي دعوتي لأشكال جديدة من "الإباحبة" لكنها على سياق النساء.. "إباحية" التفكير والمعرفة والتجربة والتحدي.. إباحية لا تحمل من منطق الذكور أي سمة لأنها تريد أن تعرف كل التفاصيل التي ترسم الدنيا على هذه الشاكلة.. وهي أباحية تملك شفافية لكي ترفض منطق نصف المجتمع، لأن هذه العملية الحسابية باتت وهما بعد أن انعدم النصف الآخر