أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم رغبة بلاده في أفضل العلاقات مع الولايات المتحدة، ونفى وجود أي خلل في العلاقة السورية الإيرانية على خلفية اللقاء الذي جمعه الخميس إلى نظيرته الأمريكية كوندوليزا رايس على هامش مؤتمر جوار العراق في شرم الشيخ.

وفي تصريحات للصحفيين على هامش زيارته لشرم الشيخ، قال المعلم رداً على سؤال حول أعمال المؤتمر" ليست هناك قرارات .. هناك بيانات ختامية وضعتها الدول المضيفة وجرى التوافق عليها ومن الطبيعي ألا يعكس البيان الختامي مواقف كل دولة بعينها لأنه بيان توافقي "، وأضاف " مثل هذه الاجتماعات روتينية فهذا هو الاجتماع السادس ولم يستطع حتى الآن أن يبرهن على حدوث تغيير جذري أو عملي على أرض الواقع في العراق ومازال الوضع متفجراً والأزمة مازالت قائمة وفي كل يوم يمر هناك ضحايا في الشعب العراقي "، مشيراً إلى أنه اقترح "تغييراً في نهج العمل بحيث يصبح مؤتمر طاولة مستديرة لمناقشة قضايا بعينها تهم الشعب العراقي ومستقبل العراق".

ورداً على سؤال حول مدى ارتياحه لهذه الاجتماعات واجتماعه مع رايس قال الوزير المعلم "نحن نرتاح إذا ارتاح العراق ".
وعما إذا كان قد تمَّ بحث ملف السلام خلال الاجتماعات في المؤتمر، قال وزير الخارجية السوري "لا استطيع أن أقول ذلك .. كل مشاكل المنطقة مترابطة ما دام أن الهدف هو تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وأي مسألة تجد طريقها للعمل تصبح عنصراً إيجابياً للعمل".

وعما إذا كان هناك وجود لخطوات عملية أمنية بين العراق وسوريا وأمريكا بالنسبة للحدود قال " هناك لجنة أمنية سورية – عراقية تمت إقامتها بموجب مذكرة تفاهم بين وزارتي الداخلية السورية والعراقية. "

وتابع المعلم " بالنسبة للولايات المتحدة تريد إقامة تعاون في هذا المجال ونحن نريد علاقة أفضل مع الولايات المتحدة كما لدينا مع العراق علاقات دبلوماسية نحن نتعامل مع العراق كبلد شقيق وجار".

ونفى الوزير المعلم ما تردد عن وجود خلل ما حدث في العلاقة السورية – الإيرانية – بعد لقائه رايس وقال "هذا ليس صحيحاً وخطاب متقي (منوشهر متقي وزير خارجية إيران) كان واضحاً وحمَّل الولايات المتحدة ما جرى في المنطقة .. وموضوع تهجير العراقيين تحدث عنه الأمين العام للأمم المتحدة، ورايس أشادت بالجهود التي تبذلها سورية ".
وأضاف وزير الخارجية السوري " لم يطرح بشكل علني موضوع لبنان لكن من يحلل الأحداث يفهم أن هناك أموراً كثيرة نوقشت ".

وعن الوضع في العراق قال المعلم: لو كان الوضع مستقراً لما تواجدنا هنا اليوم، نريد في المستقبل أن تكون هناك طاولة مستديرة لمعالجة الأمور.

وتابع" يجب حل الميليشيات في العراق وإعادة النظر بقانون اجتثاث البعث العراقي، ووضع جدولة للانسحاب الأمريكي، هدفنا إعطاء أمل للعراقيين – وهذا ليس إزعاجا للأمريكان ونأمل أن تبنى المؤسسات العراقية الوطنية ".
ورأى المراقبون في لقاء المعلم ـ رايس إشارة إلى أهمية الدور السوري في المنطقة، وفشل الإدارة الأمريكية في تجاوزه.
ويمثل الاجتماع تغيرا جذريا في سياسة الرئيس الامريكي جورج بوش الذي أوقف الاتصالات مع سوريا على أساس أن دمشق لم تذعن لمطالب أمريكية.

وفي كلمته الاجتماع الوزاري لدول جوار العراق والدول دائمة العضوية فى مجلس الامن ومجموعة الثماني الذي انعقد في مؤتمر شرم الشيخ شدد الوزير المعلم على اهمية جدولة انسحاب القوات الاجنبية من العراق وفق اطار زمنى متفق عليه مع الحكومة العراقية وبالتوازى مع عملية بناء الجيش الوطنى بما يعطى الامل بعودة العراق سيدا مستقلا موحدا. واوضح الوزير المعلم انه كان يأمل ان يكون هذا الاجتماع طاولة مستديرة لمناقشة الوضع فى العراق بكل ابعاده وان يبحث فى كيفية توزيع المسؤولية لايجاد حل للوضع فيه. وحذر من ان يصبح الحديث عن المصالحة الوطنية فى العراق شعارا وليس عملا اساسيا يصون وحدة العراق مشيرا الى وجود ثلاث مسؤوليات رئيسية لتحقيق ذلك الاولى وتقع على عاتق الحكومة العراقية عبر اتخاذها سلسلة من الاجراءات كانت قد اعلنتها فى بيانها الوزارى وتبدأ بحل المليشيات وتعديل الدستور وتعديل قانون اجتثاث البعث وبناء جيش وطنى عراقى وفق الهدف المشترك لكل ابناء العراق وهو وحدته واستقلاله وانتماوءه العربى والاسلامى. والمسؤولية الثانية تقع على دول الجوار من خلال المساعدة والتعاون مع الحكومة العراقية بما يساعدها على ضبط حدودها بالاضافة الى تشجيعها للاطراف العراقية المترددة للمشاركة في العملية السياسية والمسؤولية السياسية فتقع على عاتق المجتمع الدولى فى تحمله مسؤولية المساهمة باعادة بناء العراق وتحقيق الامن والتنمية فى ربوعه.

وحذر وزير الخارجية من ان عامل الزمن فى العراق يحصد فى كل يوم ضحايا من المدنيين الابرياء جراء الارهاب الذى يتسع وينتشر ضد الشعب العراقى ومؤسساته مؤكدا ان كل قطرة دم عراقية عزيزة وغالية.

واشار الوزير المعلم الى ضرورة الاهتمام بقضية المهجرين العراقيين وتحسين ظروفهم وتحمل المسؤولية فى رعايتهم واعطائهم الامل فى العودة الى وطنهم.

وكرر بيان ختامي صادر عن الاجتماع يوم الجمعة نفس توصيات الاجتماعات السابقة لجيران العراق.

وقال إنه يتعين على الحكومة العراقية توسيع المشاركة السياسية باشراك كل شرائح الشعب العراقي بشكل فعال في إشارة تعكس ما ترى الحكومات العربية السنية أنه تهميش الحكومات العراقية للسنة العراقيين بعد الغزو.
كما طالب الجامعة العربية ومقرها في القاهرة باستئناف الاستعدادات لعقد مؤتمر مصالحة خاص بالعراق وهو مشروع توارى لما يزيد على عام.

وقال عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية إن الجامعة مستعدة لهذا ومستعدة لاستضافة مؤتمر المصالحة الوطنية العراقية. وأضاف أن الوقت الراهن ليس وقت تبادل الاتهامات وإنما وقت العمل معا.

ولم يحدد البيان موعدا لمثل هذا الاجتماع أو المكان الذي يمكن أن يعقد فيه. وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية إن أفضل مكان سيكون داخل العراق.
وفيما يتعلق بتواجد القوات الامريكية في العراق قال البيان إن هذا التواجد لن يكون بلا نهاية وسوف ينتهي بناء على طلب الحكومة العراقية فيما يمثل انعكاسا لموقف الحكومتين الامريكية والعراقية.

وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الخميس، أنها ناقشت قضية المقاتلين الأجانب الذي يتسللون إلى العراق من داخل سوريا، مع نظيرها السوري وليد المعلم، على هامش مؤتمر أمن العراق الذي تستضيفه مصر، الخميس والجمعة.

ووصفت رايس لقاءها بالمعلم- وهو الأرفع بين مسؤولين من سوريا والولايات المتحدة منذ سحب السفيرة الاميركية في دمشق مارغريت سكوبي على إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في فبراير بأنه كان "مهنيا" "وأشبه بمناخ الأعمال" مؤكدة أن لهجة "الوعظ" غابت عنه.

وقال شهود ان رايس عقدت محادثات مع المعلم استمرت 30 دقيقة بعد أن اصطحبه وزير الخارجية المصري الى غرفة كانت رايس تجتمع فيها بأعضاء من وفد كوريا الجنوبية.

وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية إن الفرصة سنحت لطرح قضية المقاتلين الأجانب "المصدر الرئيسي للعمليات الانتحارية.. اعتقدت أنها فرصة جيدة لبحث ذلك مع وزير الخارجية."
وأوضحت أن محادثاتها اقتصرت على قضية أمن العراق مضيفة "كنت واضحة بأننا لا نريد علاقة صعبة مع سوريا، بل إننا نريد أساسا ما لعلاقة أفضل."
وقالت رايس "لم أحاضره ولم يحاضرني"، مؤكدة "لا نريد علاقة صعبة مع سوريا ولكن هناك حاجة لوجود أساس ما لعلاقة أفضل .. خطوات ثابتة تظهر أنه سيكون هناك في الحقيقة اجراءات بخصوص قضية العراق."

وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن رايس والمعلم بحثا "الوضع في العراق وضرورة تحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد" بالإضافة إلى الحاجة لتطوير الروابط السورية الأمريكية "بشكل يخدم السلام والأمن والاستقرار في المنطقة."

وفى تصريحات للصحفيين وصف المعلم لقاءه مع نظيرته الاميركية بأنه كان صريحاً وواضحاً، وستتم متابعة الاتصالات بين البلدين، واوضح الوزير المعلم أن اللقاء لم يتطرق إلى الوضع فى لبنان.

من جهة متصلة، قال شون ماكورماك المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن رايس والوفد الإيراني تبادلا التحية، ليس إلا، رغم تصريحات إيجابية من الجانبين سبقت انعقاد مؤتمر شرم الشيخ، لمحت إلى احتمال حدوث لقاء.

واقتصر الاتصال الخميس على تبادل التحية خلال غذاء للمؤتمرين، حين دخل متقي الصالة راميا التحية باللغة العربية "السلام عليكم"، وردت رايس بالقول "هالو" وأضافت موجهة كلامها لمتقي "أظن إنكليزيتك أفضل من عربيتي" في إشارة إلى مستوى طلاقة التحدث باللغتين الإنجليزية والعربية.

واعتبرت رايس أن لقاءها بنظيرها السوري وليد المعلم امس "خطوة مهمة" مشيرة الى أن اللقاء تناول موضوع العراق ومحاربة الارهاب وكيفية المساعدة في بناء عراق مستقر.

وأوضحت ان اللقاء مع المعلم "كان فرصة للتحدث حول رؤيتنا للموقف والحاجة لايقاف تدفق المقاتلين الأجانب الى العراق" معربة عن أملها في أن يكون هناك تعاون أكبر في هذا المجال.

وأضافت "نريد أن نرى أعمالا وتصرفات على الأرض تتماشى مع الأقوال ولدينا علاقات دبلوماسية مع سوريا ولدينا قائم بالأعمال في دمشق مستمر في عمله ومناقشاته".

وعزا البيت الأبيض اجتماع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس مع نظيرها السوري وليد المعلم في شرم الشيخ وعقد لقاء على مستوى اقل بين مسؤولين امريكيين وايرانيين الى مطالبة مسؤوليين عراقيين لرايس بمحاولة الالتقاء بالجانبين الايراني والسوري.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ردانا بيرينو في لقاء مع الصحافيين هنا أنه "بناء على مطلب عراقي بالالتقاء بمسؤولين سوريين وايرانيين قامت رايس بالاتصال هاتفيا بالرئيس بوش لابلاغه بالأمر فقال لها انه بامكانها عقد تلك اللقاءات اذا توافرت الفرصة لذلك".

وكانت الادارة الامريكية قد تعرضت لانتقادات داخلية بعد اجتماع رايس بالمعلم على الرغم من الانتقادات الحادة التي وجهها البيت الأبيض للزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي الى سوريا.

واعتبرت بيرينو ان رايس "كانت ستشعر بالسعادة للحديث مع الايرانيين" اذا ما توافرت الفرصة لعقد هذا اللقاء مشيرة الى ان لقاءات رايس في شرم الشيخ استهدفت التعامل مع قضية "المقاتلين الأجانب الذين يدخلون الى العراق عبر حدودها".
واشارت الى ان السفير الامريكي لدى العراق رايان كروكر عقد اجتماعا قصيرا في شرم الشيخ مع نظيره الايراني الا انها لم تكشف عن الموضوعات التي تمت مناقشتها.

وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد ذكرت أن مسؤولين امريكيين يخططون لعقد محادثات مباشرة مع طهران في القريب العاجل على ان تكون تلك المحادثات قاصرة على موضوع العراق وتتم بين السفيرين الامريكي والايراني لدى بغداد وقد تتسع لتشمل مسؤوليين اخرين.

وقالت الصحيفة ان مسؤولي ادارة الرئيس بوش ارجعوا عدم التقاء رايس بنظيرها الايراني منوشهر متكي الى تلميحات ايرانية غير مباشرة سبقت مؤتمر شرم الشيخ بأن الوزير الايراني قد لا يكون الشخص المناسب لعقد مثل هذه المحادثات لاحتمالات كونه غير مقرب من القيادات الدينية العليا في ايران او الرئيس محمود احمدي نجاد.

مصادر
سورية الغد (دمشق)