اعتبرت مصادر رسمية سورية ان العلاقات مع الولايات المتحدة دخلت مرحلة اختبار بعد لقاء وزيري الخارجية السوري وليد المعلم والامريكية كوندوليزا رايس على هامش مؤتمري شرم الشيخ حول العراق الاسبوع الماضي.

وقالت وزيرة شؤون المغتربين السورية المتحدثة الرسمية باسم الحكومة بثينة شعبان امس ان لقاء رايس المعلم يثبت ان الولايات المتحدة في “مأزق” في العراق، وأضافت ان هذا الامر يثبت ايضا ان الولايات المتحدة “بحاجة للتعاون مع دول جوار العراق ودول كثيرة اخرى”. وتابعت شعبان “هذا لا يغير في ثوابت سوريا التي تحرص على وحدة العراق والحل الاساسي كما قال الوزير المعلم يكمن في جدولة الانسحاب الامريكي من العراق”.

وقال مصدر سوري طلب حجب هويته إن الايام القريبة المقبلة ستكشف ما اذا كانت الادارة الامريكية بصدد تغيير سياساتها المعادية لسوريا، وفتح صفحة جديدة في العلاقات تعكس التصريحات الايجابية التي صدرت عن رايس بعد اللقاء. وأكد انه رغم ايجابية عقد الاجتماع إلا انه يجب عدم المبالغة في توقع نتائج كبيرة مباشرة، فلا تزال هناك نقاط خلاف واسعة بين الطرفين تحتاج الى مزيد من الحوار، وذكر بكلمة الوزير المعلم في كلمته امام الاجتماع الوزاري للجوار العراقي بضرورة عدم اغفال حقيقة ترابط جذر النزاعات في المنطقة ما يوجب حلولا شاملة تستند الى قرارات الشرعية الدولية، التي تضمن الانسحاب “الاسرائيلي” الكامل من الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة في العام ،1967 واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية المشروعة.

وأضاف المصدر ان لقاء المعلم رايس شكل فرصة مناسبة جددت فيها سوريا انها تريد الحوار بعيدا عن لغة الاملاءات والتهديد التي تنهجها الادارة الامريكية، واستعداد سوريا لتعاون بناء يقوم على اساس الاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل، وحفظ المصالح والحقوق الوطنية، وهو ما يضع الكرة في ملعب صناع القرار في واشنطن، ومع ادراك سوريا لأهمية الدور الامريكي سلبا وإيجابا، فهي تأمل أن تأخذ الادارة الامريكية الحالية بسياسات ايجابية تجعل من الولايات المتحدة صانعا للسلام، بعد سنوات من الحروب الدموية والانحياز الاعمى للسياسات “الاسرائيلية” الاحتلالية التوسعية.

وكانت صحيفة “تشرين” الرسمية قد اكدت امس في مقال افتتاحي “إننا نثق بأن أي لقاء مهما كان محدوداً في جدول أعماله ومهما كان مقتصراً على موضوع واحد أو موضوعين إلا أنه يؤشر إلى اقتناع أو قناعة متأخرة لدى صناع القرار الأمريكيين بأن سياسة العزل والحصار والعقوبات ليست مجدية”.

وأشارت الى أن لقاء رايس - المعلم يكشف أيضا وجود قناعة لدى صناع القرار في واشنطن بأن هذه السياسة “لن تؤدي إلى إيجاد الحلول للمشكلات والأزمات وأن الشعوب لا تدار ب/الريموت كنترول/وغير مستعدة للتخلي عن سيادتها والتفريط بحقوقها مهما بلغت الضغوط وكانت التضحيات”. وأكدت الصحيفة أن “سوريا راغبة فعلاً في الحوار مع الولايات المتحدة وهذا لا يعني أننا نستجدي هذا الحوار”.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)