في كل المناسبات والمهرجانات التي تصرف عليها الدولة بسخاء (مثل مهرجان السينما والمسرح وشتى الوان الاحتفالات الثقافية والفنية) تعلو الاصوات في نهايتها ان الصرف لم يتم في قنواته المفيدة ، ويبدأ النقاش وتحتدم الآراء وتتراكم الامثلة والمقارنات ولا يتذكر أحد (تقريبا) أن يسأل او يناقش هل وصل النشاط او المهرجان الى مبتغاه؟

ولكن ولأن الاجابة معروفة ومعهودة يتخافت الصوت في انتظار مناسبة اخرى حيث تتغير اوجه الصرف والاراء لا تتغير ، حتى لم يتبق من ذكريات الانشطة الا ذكريات الافادة والاستفادة لأننا جميعا (لو صحلنا) كنا قلنا (لأ )!!!
واليوم ونحن في انتظار احتفالية دمشق كعاصمة ثقافية ، وطبعا لم نسمع شيئا يفيدنا ماذا نفعل او على الاقل ماذا نلبس . نرجوا ان لا يكون التفكير بهذا المهرجان الضخم على الصورة الآنفة .

أي ان عدالة توزيع الكعكة لا يكفي كي نصنع مهرجانا ناجحا ، ونظافة الكف وحدها ليست المهرجان ، كما ان تفادي الاتهامات لن يتم ببراءة ذمة مالية او لا . فنحن امام حدث استثنائي يحق للجميع معرفة التحضيرات له ليعرف الجميع دوره ، لأنه ليس الجميع في مطبخ المهرجان ولأن المهرجان بحاجة لهؤلاء الجميع ، فنحن في احتفالية وطنية تتطلب تكاتف الجميع .

المهم ان تكون الاحتفالية ناجحة ، كأحتفالية تحقق الغاية من وجودها ، وليست مجرد نجاحات اداريه ، تثبت للجميع ان اوجه الصرف كانت عادلة .بغض النظر من وصول الاحتفالية الى غايتها ام لا .