هي لحظة واحدة فقط أبحث فيها عن الصورة القديمة والجديدة، وأجمع التناقضات التي تسمح لنا برؤية الجميع"عراة"... فورقة التوت هي رمز جديد أريد جعله علامة فارقة لأنني قررت أن أحرق هذه الورقة.. أقف عارية لأن الجميع عراة.. يحاولون رسمي ورسم انفسهم على طراز السيارات التي يقودونها، أو بالتعبير الذي يعشقونه "يركبونها"، لأن أخلاق الصيادين انتقلت من الذكور إلى الإناث، وربما باتجاه الأطفال.

ما يميز الهروب الذي أسعى إليه أن ليس اختيارا بل قدر.. قدري في أن أرى السنوات السابقة والقادمة، وأبحث فيها عن طوق النجاة فلا أرى سوى النور الذي يكشف الجميع.. ويكشفني.. فأتحول من "القضايا العامة" إلى أصغر التفاصيل، أو حتى المساحات التي أحاول معانقتها لأنها "الحياة"..

في السنوات الماضية كانت الرؤية أكثر من واضحة.. وكان الإحباط عنوانا لعودة "الشروال" وربما "العمامة" كرمز دائم لعناوين الصحف، فأصبحت أحسب ضيق الحياة بالمساحات التي يحتلها "الظواهري" أحيانا على حسابي.. أو وكلاء الظواهري ممن قرروا ان القرن السادس للميلاد هو المساحة التي يجب أن نحشر أنفسنا بها.. فحاولت الهروب لأجد ثمن الحداثة في الابتسامة الصفراء لرامسفيلد، أو في احتراق اللون الذي حملته كوندليزا رايس إلى داخلي.. لكن وكلاء التراث ينتشرون حتى في الحلقات الضيقة، ويحاولون رمي بـ"الحشمة" ثم يرتبكون لأني تبسمت.. أو لأن بياضا ظهر فجأة من جسدي..

أنا "مُحرجة" بطبعي لأنني كغيري من الإناث مازلن نبحث عن زمن خاص بنا.. بينما تحاصرنا حلقات الرجم في العراق والتكفير في أفغانستان، والإنشاد الديني.. فمشكلتي ليست في نزع النقاب، بل الهروب منه.. لأنه يريد حجب الحياة عني وجعل جسدي مشاعا للخيال المريض الذي يحمله الكثيرون.

كل الرموز أمامي تتكسر.. لكنني احاول البحث دوما عن "جغرافية" يدخلها الجميع ولا تفرقها "ديمقراطية الطوائف"... أو حداثة المحاور ما بين شر وخير.. فانا والسنوات العجاف لا نلتقي.. فقسوة الماضي كانت فرحا رغم انف "الانتحاريين" و "الجهاديين" ووكلائهم في المجتمع.