الحياة / ابراهيم حميدي

قالت مصادر مطلعة لـ «الحياة» امس ان العلاقات السورية - الايرانية «علاقة تنسيق وصداقة متميزة»، مشيرة الى انه «من الطبيعي ان تكون بين الدول في بعض الاحيان تباينات في قراءة التطورات وتحليلها».

وكانت المصادر تعلق على ما نشرته «الحياة» من طهران اول من امس، عن «عدم رضا» ايران عما سمته «ارتجالا» في التعاطي السوري مع الولايات المتحدة، مشيرة خصوصاً الى لقاء وزير الخارجية وليد المعلم مع نظيرته الاميركية كوندوليزا رايس على هامش مؤتمر شرم الشيخ الخميس الماضي.

وأوضحت المصادر السورية ان ما بين دمشق وطهران «علاقة تنسيق وصداقة متميزة. وكنموذج على التنسيق جرى لقاء بين المعلم ووزير الخارجية الايرانية منوشهر متقي بعد اجتماعه مع رايس لاطلاعه على المحادثات» السورية - الاميركية، غير ان المصادر اشارت الى ان «الدول الصديقة كثيرا ما تكون بينها تباينات في قراءة الامور وتحليلها».

ولوحظ ان «تناغماً» حصل بين خطابي المعلم ورايس في مؤتمر دول جوار العراق الجمعة الماضي، خصوصاً لجهة تأكيد الوزيرين في خطابهما على اعادة النظر في الدستور وقانون اجتثاث «البعث» واجراء حوار مع قوى عراقية غير مسلحة وتعزيز المصالحة بين جميع الاطراف. كما لوحظ «تناغم» آخر بين موقفي المعلم ورئيس الوزراء نوري المالكي إزاء الوضع العراقي.

وكانت رايس طلبت من نظيرها السوري الانضمام الى اللجنة الأمنية السورية - العراقية، غير ان الجانب السوري يشدد على أهمية «توافر البيئة السياسية المناسبة وقيام علاقات ديبلوماسية طبيعية» تتضمن تعيين سفير اميركي في دمشق بعد قرار الرئيس جورج بوش سحب السفيرة مارغريت سكوبي إثر اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.

وعلمت «الحياة» امس ان بين الامور المطروحة «متابعة» ما جرى بحثه بين المعلم ورايس، إما عبر سفارتي البلدين او عبر قيام مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ولش ومستشارها لشؤون العراق ديفيد ساترفيلد بزيارة دمشق. وعلم ان اتصالات تجري لترتيب زيارة للمرشحة الديموقراطية للرئاسة الاميركية هيلاري كلينتون الى دمشق.

وقالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» امس ان نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني ومسؤول الشرق الاوسط في مكتب الامن القومي اليوت ابرامز «عارضا بشدة» لقاء رايس مع المعلم، غير ان وزيرة الخارجية «تمسكت بقرارها لقاء الوزير السوري لبحث موضوع العراق».

الى ذلك، وصل مساء امس رئيس ادارة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية البريطانية بيتر غودرهام الى دمشق. وعلم ان موعداً حدد بينه وبين معاون وزير الخارجية السوري أحمد عرنوس، وان السفارة البريطانية طلبت مواعيد مع نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم. واشارت المصادر الى ان الزيارة دليل الى «رغبة لندن في استمرار الانخراط الحساس وجمع معلومات سياسية في هذه المرحلة الانتقالية» بين اعلان رئيس الوزراء توني بلير استقالته وانتقال رئاسة حزب «العمال» الى خليفته غولدن براون، ذلك ان مستشار بلير السابق للشؤون الخارجية نايجل شاينولد الذي كان وراء الانخراط مع دمشق، عين سفيراً في واشنطن.