السفير

بعدما سجلت الهجرة اليهودية إلى إسرائيل عجزا هذا العام، توجهت الوكالة اليهودية نحو خلق موارد هجرة جديدة. وبعد انتهاء قضية اليهود الروس أو في أوروبا الشرقية عموما، نشأت مسألة الفلاشا والفلاشمورا في أثيوبيا كما ظهرت مساعي البحث عن الأسباط المفقودة في الهند والصين. بل إن الصحف الإسرائيلية أشارت إلى مساعي الوكالة اليهودية للبحث عمن هم من نسل يهود بين العرب والمسلمين في العراق.
ويبدو أن هذه المساعي تشهد تحولا جديدا، وهذه المرة في أميركا اللاتينية. فقد نشرت صحيفة «معاريف» أن عشرات الآلاف من البرازيليين، ممن يرون أنهم من نسل يهود أرغموا على التنكر لديانتهم في البرتغال قبل مئات السنين، يطالبون بالاعتراف بهم كإسرائيليين. ويسكن هؤلاء في شمالي البرازيل، وبعث متحدث باسمهم رسالة إلى رئيسة الكنيست داليا ايتسيك وإلى رئيس لجنة القانون يطالب بتغيير قانون العودة بحيث يسري عليهم.
وهذه هي الطريقة المتبعة في الحديث عن هذه القضايا. أولا تقوم هيئات صهيونية دينية أو قومية بالبحث عن «أسباط» أو يهود أو متهودين جدد من أجل الهجرة الى إسرائيل. بعد ذلك يجري تشجيع هؤلاء على التقدم بطلبات من أجل إثارة القضية، ثم يتم اتخاذ القرارات من قبل الحكومة الإسرائيلية لإنقاذ «الإخوة» اليهود في الشتات.
وهناك رابطة إسرائيلية تتابع قضية من أرغموا، خلال «محاكم التفتيش» في إسبانيا بعد هزيمة العرب في الأندلس، على تغيير دينهم. وزعم رئيس الرابطة آشير بن شلومو أن في البرتغال حوالى مليون من نسل اليهود الذين أرغموا على تغيير دينهم والتحول إلى المسيحية. ويعيش عشرات الآلاف من هؤلاء في البرازيل.
ويبدو أن الهجرة إلى إسرائيل تشكل، لأسباب اقتصادية، عاملا جذابا لدى هذا القطاع من السكان في البرازيل، فيما ليست كذلك لدى الجمهور نفسه في البرتغال.
وأشار بن شلومو، الذي يبدي اهتمامه بالأمر، إلى أن عشرات الآلاف من أبناء هذا الجمهور معنيون بالهجرة إلى إسرائيل. وأوضح أن معطياته تستند إلى بحث أجرته حول هذا الموضوع مؤرخة من جامعة ساو باولو هي البروفسورة أنيتا نوفينسكي.
تجدر الإشارة إلى أن قانون العودة لليهود في إسرائيل يسري على اليهود من أبناء الجيل الثالث، أي أن كل من يثبت أن أحد جديه لأمه أو أبيه كان يهوديا يمكنه الهجرة لإسرائيل. ولكن القانون لا يسري على من أجبروا على تغيير دينهم في القرن الخامس عشر.