مشكلتنا مع الأرقام أنها تملك صورا مسبقة، لأننا انتهينا من مرحلة التجريد لتصبح الأرقام وكأنها واقع قديم يرمي أمامنا الصور والذكريات، فإذا حاولت أن أعيد تعريف الرقم "سبعة" أكتشف أنني أسير على لحظات وعلى حدث كونه بشر من لحم ودم، وهو ليس تاريخا أو تقييما أو مجرد شرود في لحظة لاستعادة شريط من الذكريات!!

في السنوات السبع التي دخلت فيها القرن الواحد والعشرين اكتشفت أن الفوارق بين الأيام تظهر في مساحة الإحساس بالحدث، أو ربما في التعامل خارج المألوف، فأسمع الأصوات أو أتلمس الملامح ولكني في النهاية أجد نفسي خارج "الزمن القديم"... فالمسألة أنني أحاول إعادة التعريف لكل شيء بما يتناسب مع الصورة التي أبحث عنها..

سنوات سبع كانت تمضي مع البحث الذي داهمته الأحداث، وقلبتني على وعي جديد.. إنها بالفعل سنوات "وعي" حقيقي لما يمكن أن يحدث، أو ما هو منتظر، لأن زمنا جديدا، مهما كانت صورته، تشكل ويتبدل بسرعة. وعندما أحاول أن أتلمس تفاصيله أشعر أنني قادرة أكثر على استعادة الملامح التي كانت واضحة أمامي، وأما التفاصيل فهي تعيش في داخل كل لحظة.

أبحث في السنوات الماضية عن كل شيء.. أسعى لنبش معرفي حتى أستطيع الاستمرار نحو الغد، فما يهمني أن الحياة تسير وربما من المهم أن تكون اللحظات القادمة مشرقة مهما كانت صورة الماضي، أو مهما اختلف الآخرون على تقييمه.

ربما أحاول تشكيل بداية لكن وضع نقطة إجرائية واحدة لا يدخل ضمن ما أفكر به اليوم، لأن أي زمن جديد لا ينهمر فجأة، وأي مساحة لا يمكن أن تقف بين "الكاف" و "النون"، فما نعرفه عن "كن فيكون" هي من صفات الله وليس البشر، وهو شكل رمزي لا استطيع أن أحشر نفسي داخله.

منذ أن دخل القرن الجديد لم أكن بحاجة لإعادة سرد التعريفات أو الأحداث لأنني سأرتبها على شاكلتي، وعلى صورة الأنثى التي لا تدفن صورتها بل تضعها أمام الجميع... لأنني أريد الزمن القادم خارج "النقاب".. نقاب الخوف أو التقييمات الحدية، فما أملكه هو صورة تتكون باستمرار.