اعتبر الرئيس بشار الأسد أن أي قرار وطني هو أعلى من القرار الدولي، وأكد أن سورية ليست معنية بأية ملاحظات أو رأي تجاه المحكمة الدولية ذات الطابع الدولي في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، منوهاً بحق الشعب العراقى فى المقاومة مع دعم العملية السياسية فى العراق.

وجدد الأسد في خطاب ألقاه اليوم في مجلس الشعب موقف بلاده تجاه الأوضاع في المنطقة، بدءاً بالقضية الفلسطينية، مروراً بالوضع في العراق والأزمة في لبنان وجمود عملية السلام في الشرق الأوسط.

وفيما يخص المحكمة الدولية ذات الطابع الدولي في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري أكد الرئيس الأسد أن هذه المحكمة " موضوع خاص بين لبنان والامم المتحدة ولا نرى اننا معنيون بها بصورة مباشرة "، واعتبر " أنه بالنسبة للمحكمة الدولية وأي قرار يصدر عن مجلس الامن فان اى قرار وطني هو اعلى من القرار الدولي ولكن بنفس الوقت نوضحها بشكل اكبر لان هناك من يقول سورية وقعت على ميثاق الامم المتحدة وهنا هي النقطة بأننا وقعنا على ميثاق الامم المتحدة ولم نوقع على مصالح الولايات المتحدة وباقي حلفائها ".

واضاف الرئيس الاسد " أؤكد مرة اخرى اننا غير معنيين بأى ملاحظات وبأي رأي تجاه هذه المحكمة ".

وجدد الرئيس الأسد دعم سورية لأي خيار يحقق التوافق اللبنانى ويمثل لبنان الشعب والدولة لتجاوز الازمة الراهنة، منوهاً بأن الاستقرار فى لبنان هو استقرار لسورية والسلام فى لبنان هو سلام لسورية.

وأشار الأسد إلى أنه وبعد الحرب على العراق والتداعيات الاخيرة فى العراق اصبح السلام فى لبنان هو سلام للمنطقة ولم يعد محصورا فى الاطار الجغرافى الضيق.

وأكد الاسد ان سورية ستظل امينة فى العمل من اجل مصلحة لبنان بجميع فئاته ولن تتخلى عن واجبها القومى فى تقديم كل المساعدة للشعب اللبنانى الشقيق.

وأوضح الأسد أن وشائج القربى وروابط التاريخ المشترك وحقائق الجغرافيا بين سورية و لبنان اكبر من ان تؤثر فيها بعض الاصوات الموتورة او بعض السياسات المأجورة.

وأكد الأسد "لكل من لم يتعلم من دروس الماضي وخاب امله فى سير الاحداث فى الحاضر ان هذه العلاقة بين البلدين اقوى من ان يتم النيل منها ".

وتحدث الاسد فى كلمته عن المخاطر والتهديدات الموجهة للامتين العربية والاسلامية بشكل عام مؤكدا ان سورية رفضت كل الاسس والمبررات التى قدمت بهدف اشاعة الفوضى العمياء فى المجتمع العربى وصولا الى التشكيك والضياع الكلى.

وقال: من هنا كان رفضنا لغزو العراق ومانجم عنه من مآثم وآلام نرى فداحتها كل يوم ومن هذا المنطلق عملنا بكل امكانياتنا فى مواجهة المحاولات الرامية لتصفية معاقل المقاومة والتصدى لمشاريع التسوية المهينة لشعبنا والمناقضة لمصالحه وغيرها من المشاريع التى اتت تحت عنوان الشرق الاوسط الجديد او الكبير وماتتضمنه من اعادة تشكيل منطقتنا

ليلبى المتطلبات الاسرائيلية.

وأشار الرئيس الاسد إلى أن سورية كانت هدفا للضغوطات التى لم تنقطع خلال الفترة الماضية وذلك بمحاولة لثنيها عن مواقفها ودفعها للتراجع عن خياراتها الاستراتيجية وفى حال فشل ذلك لحصارها وضرب استقرارها من خلال اتخاذ ساحات الصراع المفتوحة حولها ذريعة من جهة واداة من جهة اخرى للنيل من مكانتها ودورها فى محيطها العربى والاقليمى وكانت سياسات الاغراء والوعيد اسلوبا مطروحا باستمرار عبر وسائل متنوعة مباشرة او غير مباشرة.

وتحدث الأسد عن أن " الاغراء لم يكن ليلبي متطلباتنا الوطنية والقومية وما كان للوعيد ان يرهبنا بالتخلي عن ثوابتنا على الرغم من كل ما رافق ذلك من حملات اعلامية مزيفة

وتصريحات مسعورة لتشويه صورتنا وتزييف موقفنا ولمواجهة ذلك كان موقفنا

ثابتا وسياستنا واضحة والنتائج كما توقعناها عندما كنا نتحدث بالتفاصيل عما سيوءول اليه الوضع0

وذكَّر الرئيس الاسد بمواقف بلاده الرافضة للحرب على العراق وللاحتلال، وقال إن سورية أعلنت ضرورة وضع جدول زمنى لانسحاب قوات الاحتلال واكدت حق الشعب العراقى فى المقاومة مع دعم العملية السياسية فى العراق على قاعدة عدم استبعاد اى مكون من المكونات الوطنية للشعب العراقى.

وجدد الأسد استعداد سورية لاداء دورها فى اقامة الحوار الوطنى العراقى وهذا ليس ارضاء لاحد بل لايمانها فى تحقيق الاستقرار لابناء الشعب العراقى وفى المنطقة موءكدا ان سورية تعمل من اجل مساعدة الشعب العراقى لتجاوز محنته وليس من اجل مساعدة قوات الاحتلال للخروج من ورطتها.

الشأن الفلسطيني

، نوه الأسد ان سورية بذلت كل الجهود الممكنة لوأد الفتنة الداخلية الفلسطينية وعملت مع الفلسطينيين من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

موضحاً أن فى مقدمة اولوياتنا كدول عربية تقديم العون لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ورفع الحصار الدولى المفروض عليها وعلى الشعب الفلسطينى.

وأكد الاسد انه لا يحق لأحد مناقشة حق العودة للاجئين الفلسطينيين لانه حق للاجئين الفلسطينيين انفسهم وليس حقا للفلسطينيين من غير اللاجئين وقال: انه لن تكون فى العالم قوة قادرة على الغاء هذا الحق مادام اللاجىء يريد ان يتمسك به ويجب عليه ان يدافع عنه بكل

واكد الاسد ان محاولات عزل سورية فشلت واثبتت الوقائع ان من يريد ان يعزل سورية فهو يعزل نفسه عن قضايا المنطقة لان سورية لها دورها ومكانتها وهذا لم يأت منة من احد بل فرضه موقعها وتاريخها ونضالات شعبها .

وفيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، : رأى الرئيس الأسد أن ممارسات

اسرائيل توءكد عدم مصداقيتها فى التوجه نحو السلام وان نواياها تتجاوز حقوق الشعب الفلسطينى وحقوق الشعب العربى بصورة عامة.

واكد الاسد ان عملية السلام تتطلب وجود راع نزيه ومهتم بانهاء بؤر التوتر فى المنطقة ويمتلك روءية واضحة وموضوعية لقضاياها وقال ان هذا الراعى الان غير موجود بهذه المواصفات.

واشار الرئيس الاسد الى ان سورية تشجع من يريد ان يلعب دورا فى عملية السلام وتشرح له موقفها المبنى على وجود راع نزيه ومعايير معينة وعودة الارض حتى خطوط عام /1967/ وهذا موضوع لاتفاوض بشأنه موضحا ان جميع الوسطاء لم يستطيعوا ان يأخذوا من اسرائيل تعهدا بالمطالب السورية، وقال لم نكلف احدا بان يفاوض نيابة عنا .

واضاف الرئيس الاسد ان السلام لدى سورية هو هدف استراتيجى وليس تكتيكا وان السلام عندنا دعوة مبدئية تعبر عن ارادتها ويقينها وعملها على استعادة ارضها.

وجدد الرئيس الاسد انفتاح سورية على الجميع وسعيها لعلاقات جيدة ومتوازنة مع الجميع وتأييدها للحوار " الذى يحترم عقولنا وارادتنا والعلاقات التى تحترم سيادتنا ".

واضاف: اننا مع الحوار دون شروط مسبقة ودون التنازل عن الحقوق والكرامة ، الحوار الذى لايحتمل الخضوع للاملاءات او مسايرة الاخرين على حساب مصالحنا.

الشأن الداخلي

دعا الاسد مجلس الشعب الى تادية دور اكثر اتساعا فى المرحلة القادمة سواء فى مجال تقديم الافكار ام فى مجال ممارسة الدور الرقابى على الموءسسات التنفيذية

وتعزيز العمل الموءسساتى فى ادائنا وثقافتنا الاجتماعية ووضع الاليات المناسبة لتجاوز الحالات السلبية فى اداء اجهزة الدولة ومكافحة مظاهر الخلل والفساد التى يمكن ان تظهر وردع المتجاوزين على مصالح الشعب ومحاسبة المقصرين فى تلبية احتياجات المواطنين.

واكد الاسد ضرورة اعطاء الاولوية فى توجهاتنا ومحاور عملنا للشرائح الاوسع من جماهيرنا التى تشكل العماد الاساس لمجتمعنا والسند الرئيس فى صمودنا كالعمال والفلاحين وصغار الكسبة الذين يعتبر تحسين اوضاعهم والحفاظ على مصالحهم وتعزيز مكتسباتهم الاساس الحقيقى للاستقرار الاجتماعى والاقتصادى والسياسى فى بلدنا .

كما دعا الرئيس الاسد لايلاء شبابنا المفعم بالاندفاع والامل كل الاهتمام وتوفير البيئة الملائمة لتطوره وانطلاقه مشيرا الى انه لابد من متابعة خطانا الثابتة فى مجال تطوير واقع المرأة ورعاية الطفولة فى سبيل نماء مجتمعنا وضمان توازنه وسلامة مستقبله.

و اكد الأسد ان مجلس الشعب هو الموءسسة التشريعية العريقة التى كانت على مدى التاريخ الحديث لوطننا مدرسة رائدة فى النضال الوطنى وحصنا منيعا فى الدفاع عن قضايا الشعب خاضت من خلاله القوى الوطنية اشرف ملاحم النضال ضد الاحتلال الاجنبى ومشاريع الهيمنة بمختلف اشكالها ورفضت بكل اصرار محاولات التدخل فى شوءونها الداخلية وافشلت سياسات الاحلاف التى رعتها القوى الاستعمارية.

وقال الأسد إن المجلس نهض بمسوءوليات واسعة ارتبطت بتطبيق المرحلة الماضية والتحديات الموضوعية والذاتية التى تضمنتها ..وبذل اعضاوءه جهودا كبيرة فى دراسة واعداد واقرار عدد من التشريعات الملحة التى تتطلبها عملية التنمية التى تقوم بها وتستجيب لايقاع التطور السريع الذى تعيشه سورية.

كما وجه الأسد التحية الى اعضاء مجلس الشعب وبارك لهم بالثقة التى منحتهم اياها الشعب

واعرب عن تقديره للجهود التى بذلوها فى التعريف بمشاريعهم وافكارهم وعهودهم التى قطعوها على انفسهم بان يكونوا الصوت الصادق للناس على امتداد بلدنا.

الرئيس الاسد تماسك الشعب ووحدته يجعله قادرا على فرض وقائع راسخة على الارض.

واعتبر الرئيس الأسد ان تماسك الشعب ووحدته خلف عناوين وطنية كبيرة واستعداده للبذل والعطاء يجعله قادرا ةعلى فرض وقائع جديدة على الارض اكثر رسوخا لايمكن تجاهلها او القفز من فوقها.

واوضح الرئيس الاسد ان قوى امتنا الحية تمكنت من كسر شوكة الموءامرات غير ان الموءامرات لم تنته بل تتجدد فصولا يوما بعد يوم داعياً إلى اليقظة والحذر ورص الصفوف ودرء اسباب الفرقة والانقسام داخل صفوفنا ولابد من التصدى لكل الاصوات الخارجة على اجماع شعبنا والتى ترمى الى الخنوع والاستكانة والارتباط بمشاريع الاخرين ,

ودعا الرئيس الاسد إلى تعزيز "علاقاتنا مع اشقائنا العرب الذين يقاسموننا الامنا ومصيرنا.

مصادر
سورية الغد (دمشق)