علمت "إيلاف" من مصادر في الكونغرس الأميركي أن هناك ما يشبه الحملة المنظمة يقودها عضوان في الكونغرس لحشد دعم لمعارضة إجراء صفقة سلاح مع المملكة العربية السعودية. وأرسل أنتوني د. واينر ممثل نيو وروبرت ويلكس عن فلوريدا رسائل خاصة إلى بقية الأعضاء تحثهم على إيقاف إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش من الموافقة على صفقة إرسال صواريخ موجهة بالأقمار الاصطناعية إلى السعودية.

وحصلت إيلاف على نسخة من هذه الورقة المقدمة من قبل عضوي اللجنة المختصة بالشؤون الخارجية، وذكرا فيها "لدينا تحفظات ومخاوف من أن يتم وصول بعض هذه الصواريخ إلى أياد إرهابية". ويضيف العضوان المعروف عنهما دعمها للسياسة الإسرائيلية "هذه القنابل أو الصواريخ هي شديدة الدقة لدرجة أنه يكفي إطلاقها من نافذة طائرة، ومن شأنها أن تطور كثيرا قدرة السلاح الجوي السعودي ولم يتم بيعها للسعوديين في السابق أبدا، نحن نحضر لإيقاف هذه الخطة، وندعوكم لمساعدتتا".

ويفند قائدا الحملة استراتيجيتهما لإيقاف الصفقة عبر تبرير حق الكونغرس مراجعة أية صفقة سلاح بهذا الحجم. ووفق قوانين الكونغرس لا بد للرئيس الأميركي أن يبلغ الكونغرس بأي صفقة عسكرية قبل الموافقة عليها. وبعد الإعلان يدرس الكونغرس الصفقة لمدة ثلاثين يوما وإذا قرر الكونغرس عدم الموافقة يتم إجهاضها. ومن هذا المنطلق يدعو العضوان إلى شحذ المواقف للبت في الأمر في نفس اليوم الذي يعرض فيها الرئيس الصفقة للموافقة.

عبر تحضير العريضة الجماعية بالرفض لتقديمها إلى الرئيس الأميركي يكون وينر وويكسلر قد حققا إنجازا سيكولوجيا مهما وفق ما قال مصدر في الكونغرس لـ"إيلاف". وأضاف "إنها رسالة قوية إلى بوش بأن الكونغرس جدي بمعارضته إتمام هذه الصفقة".

ولا يزال غير واضح ما إذا كان ويكسلر وواينر سيتمكنا من إيقاف هذه الصفقة، ولكن بمراجعة أدائهما، فقد نجحا في إقناع زملائهم للتوقيع على عدد من العرائض في السابق. وتمكن ويكسلر مؤخرا من الحصول على 250 توقيعا على رسالة موجهة إلى مفوض الاتحاد الاوروبي للسياسة الخارجية خافيير سولانا تدعوه إلى وقف أي دعم لمنظمة حماس.

ويعارض عدد من داعمي السياسة الإسرائيلية في الكونغرس مبادرة الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز للسلام في الشرق الأوسط لأنها تضم تحت طياتها منظمتا فتح وحماس. وأخيرا وليس آخرا، رغم أن بوش سيدافع عن الصفقة، إلا أن السعودية ستواجه من الآن طريقا عثرا لصفقتها العسكرية من الكونغرس.

مصادر
ايلاف