ان الاستنتاج المركزي الذي ينشأ عن الشهادات الثلاث: شهادة رئيس الوزراء ، ايهود اولمرت: وزير الدفاع ، عمير بيرتس: ورئيس الاركان السابق ، دان حلوتس: امام لجنة فينوغراد ، هو تسيد الجيش في علاقاته مع القيادة السياسية ، الامر الذي برز اساسا بسبب انعدام التجربة الامنية في القيادة السياسية ، والاستنتاج هو أن قوة الجيش الاسرائيلي في عملية اتخاذ القرارات أكبر مما ينبغي ، هذا الاستنتاج ينشأ من الشهادات ، بل ومن اعتراف حلوتس الذي قال للجنة ان هذا كان رأيه قبل الحرب وعندما تسلم مهام منصبه.
فقد قال انه اعتقد مثلا ان من الافضل لو أن الاستخبارات العسكرية لم تكن هي التي تقدر الوضع الوطني ، وبينت الحرب ان تخوفه تحقق ، فتسيد الجيش الاسرائيلي بارز أيضا لان ليس للقيادة السياسية تقريبا أدوات للدراسة الجدية ، وجلسات الحكومة كانت احيانا واهنة في معالجة الامور الكبيرة ، وكل المحاولات لتفعيل مجلس للامن القومي فشلت حتى اليوم ، وفي الغالب كان السبب صراعات القوى في مكتب رئيس الوزراء.
وفي كل الشهادات كانت هناك نقاط مقلقة ، ففي شهادة اولمرت طرحت الحقائق القاسية التالية: - ان رئيس الوزراء لم يعرف ان ليس لقيادة المنطقة الشمالية ، والجيش الاسرائيلي ، خطة عملياتية مصادق عليها. وعندما سأل اولمرت عن ذلك رئيس الاركان تلقى حسب اقواله الجواب التالي: "الخطط موجودة". - وعن سؤال لماذا لم يشن الجيش الاسرائيلي العملية البرية قبل اسبوع من موعدها ، وكانت لا بد ستؤدي الى تقصير مدة الحرب كان الجواب: "لان الجيش لم يطلب ذلك،".
 اولمرت كان يعرف بان الجبهة الداخلية ستتلقى الكاتيوشا ولكنه لم يعرف بان الجبهة الداخلية مستعدة لذلك. - معروف أن الجيش عين لجان عديدة ، برئاسة الوية ، لاستخلاص العبر العسكرية ويتبين من الشهادات ان القيادة السياسية لم تكلف نفسها عناء استخلاص العبر من الحرب ونتائجها ، فمن سيفعل ذلك في المجال السياسي والمدني؟ ، لجنة فحص حكومية او مراقب الدولة ليسا مخصصان لذلك. اما من افادة بيرتس فتتبين الحقائق القاسية التالية: وزير الدفاع لم يعرف ولم ترفع له التقارير عن الوضع الصعب في كل ما يتعلق بتدريب الوحدات النظامية ، لم يعرف ولم ترفع له التقارير عن النواقص في وحدات الاحتياط وعن النقص في التدريبات لهذه المنظومة. وعندما تسلم مهام منصبه تمثلت علاقة العمل مع سلفه ، شاؤول موفاز ، في لقاء قصير واحد. - تأجيل تجنيد الاحتياط نبع ، ضمن امور اخرى بسبب عدم الرغبة في اثارة اعصاب الجيران (سوريا).
 المعارضة الحازمة من قبل حلوتس وهيئة الاركان لعملية برية تغلبت على موقف بيرتس ، الى أن طلب بيرتس من اولمرت ، في 19 تموز ، النظر في عملية برية رغم معارضة رئيس الاركان. اما من شهادة رئيس الاركان السابق فتتبين الحقائق القاسية التالية: الفشل الابرز في رأيه في الحرب هو القصف المتواصل على الجبهة الداخلية ، وقد اعتذر وأعرب عن ندمه عما قاله في المداولات لدى بيرتس واقتبسته اللجنة امامه ، "مسألة الجبهة الداخلية مع أنها هامة ، ولكنها غير ذات صلة".
وحسب حلوتس ، كانت هناك فرصتان لخروج مريح مع انجازات عسكرية من المعركة ، الاولى في 18 - 19 تموز والثانية بين 26 - 30 تموز ، وعن ذلك سألت اللجنة: "اذن لماذا لم تقترح ذلك؟" ، وكان جواب حلوتس: "بسبب ما حصل في بلدة قانا (القصف الخاطيء لسلاح الجو والذي ادى الى وقوع خسائر عديدة بين المدنيين اللبنانيين) ، ففي اعقاب ذلك أوقفت وزيرة الخارجية الامريكية كونداليزا رايس رحلتها الى المنطقة والجيش الاسرائيلي ابطأ عملياته.

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)