هناك "سبع سموات" وسحر يزين الرقم سبعة حتى انني عندما احاول تعريفه فإنني أقف أمام "المادة السابعة"، وكانها اختراق جديد لهذا الرقم الذي دخل قاموسيّ الخاص منذ سنتين، لتصبح "المادة السابعة" وكانها اختصار للحياة أو أنوثتي أو حتى حلمي بالعشق والفرح.
"المادة السابعة" لم تكن حاضرة في احتلال العراق، فعندما تعثر اللجوء إليها أعادت إدارة بوش تعريف المادة او الرقم بانه القدرة السحرية لقواتها في إحراق الجميع... والمادة السابعة لم تكن موجودة في حرب تموز، فكوندليزا رايس جعلت منها غيمة ملونة بالأسود والأحمر وأهدتها لنا عنوانا للشرق الأوسط الجديد.
ما أصعب تعريف الرقم سبعة خصوصا عندما يقترن بتلك المادة التي رافقتني في السنوات التي تلت دخولي القرن الواحد والعشرين.. أنا لم أسمع عنها قبل ذلك.. وتمنيت سماعها يوم قصف غزة أو سحق الأجساد في بغداد، وتمنيت أن تمنحني الأمم المتحدة حق استخدامها ضد المساحة الرمايدة من حياتي ومن ثقافة المجتمع.
لكنني مصرة على تعريف هذا الرقم (7) خارج منطق الأمم المتحدة، وبعيدا عن مساحة الدمار التي فرضها البعد على تفكيري، كي لا أعيد صياغة نفسي في سبع سنوات، أو حتى في المجال الذي كان يحمل كل الاحتمالات، ومازال يدفعني للتفكير من جديد.
رغم ذكريات "المادة السابعة" أحاول أن تبقى شريطا باهتا لأن أمامي الحياة، وهي محاولة لخلق خوف في داخل.. وهي تشبه اصفرار المحافظين الجديد ونظرة "بولتون المتعجرفة" التي لا أعرف من أين اقتبسها ليرسمها على كل شاشات التلفزة... وتشبه الادعاء الذي يرتسم ملامح في وجه الرئيس الأمريكي وهو يحول السياسية إلى اختلاط ما بين والدمار...
كانت المادة السابعة قلقا.. لكنها اليوم تاريخ لا يمكن أن يصبح ظاهرة تفرض نفسها علينا.. والارتباط بالرقم ليس رمزا او تشابها لكنه نوع من المقاربة لهذه المادة التي رافقتنا في رؤيتنا للسنوات التي أمضيناها ونحن نشهد الحدث في الداخل والخارج... لكننا في النهاية مجبرون على نسيانها والبحث من جديد.. لأن المستقبل لا يتيح لنا أن نتوقف للحظة، ومواقفنا تبقى لكن قدرتنا على التفكير هي التي ستضع الغد أمامنا.

مصادر
سورية الغد (دمشق)