ما الهدف من وراء «الخطة الأمنية» الأميركية «لبناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين» التي طرحتها الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي.

تنص الخطة على تخفيف الضغط الإسرائيلي المنهجي على حركة الفلسطينيين عن طريق رفع بعض الحواجز الأمنية التي تضبط التحرك من مكان إلى آخر في الأراضي الفلسطينية، وفي المقابل تتعهد رئاسة السلطة الفلسطينية باتخاذ إجراءات مكثفة للتضييق على أي نشاط لمنظمات المقاومة الوطنية ضد الاحتلال.

ومن المثير للدهشة أنه بينما رفضت قيادات فصائل المقاومة هذه الخطة فإن قيادة السلطة الفلسطينية رحبت بها وقبلتها على الفور، والسؤال الذي يطرح هو: ما هو حظ هذه الخطة من «النجاح» على الصعيد التطبيقي؟

لنفترض أن كلا الطرفين الفلسطينيين.. السلطة من ناحية وجماعات المقاومة من الناحية الأخرى أصر على موقفه. في هذه الحالة قد ينشأ صدام بين القوات الأمنية الرسمية وقوات المقاومة، وقد يتصاعد هذا الصدام إلى مستوى ما يقترب من حرب أهلية.

هذا ربما يكون هدفا أميركيا من وراء طرح الخطة.

لكن ماذا لو أصر كل من الطرفين الفلسطينيين على موقفه دون أن يبلغ الاحتكاك بينهما مستوى صدام عنيف.

في هذه الحالة أيضا سيكون الثنائي الأميركي الإسرائيلي هو الجانب المستفيد. فالخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني سيتخذ شأن مجادلات ومناقشات كلامية قد تتواصل لمدى عامين أو أكثر مما يتيح لإسرائيل المزيد من الوقت لمواصلة استكمال مشروعات التوسع الاستيطاني وبناء الجدار العازل في مناخ هادئ.

وربما يكون هذا هو هدف الإدارة الأميركية من خلال اقتراح الخطة. والفتور الذي استقبلت به الحكومة الإسرائيلية هذه الخطة لا يعتد به.. فقد يكون جزءا من سيناريو متفق عليه أصلا مع واشنطن.

في سياق التفاصيل تدعو الخطة إلى تخفيف القيود المفروضة على الحركة في غور الأردن وبيت لحم والخليل ونابلس مع إزالة حواجز التفتيش في مناطق معينة.

وفي ذات السياق تنص الخطة على قيام قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية «بفرض النظام والقانون ومحاربة فصائل المقاومة». ويدخل في هذا الصدد «تقوية» جهود السلطة الموجهة ضد تهريب المواد والأسلحة والأموال المستخدمة للإرهاب»، وبناء على الخطة فإن هذه «التقوية» تتعهد بها الإدارة الأميركية، وتتحدث بنود أخرى على تنظيم «التنسيق الأمني» بين السلطة الفلسطينية من ناحية والقوات الإسرائيلية والمكتب الاستخباراتي الأميركي في الأراضي المحتلة من ناحية أخرى.

ويبقى سؤال: أليس لدى الولايات المتحدة ما تقدمه للفلسطينيين وقضيتهم سوى خطط لضمان وتحسين أمن الدولة الإسرائيلية مع إصرار واشنطن في الوقت نفسه على مواصلة الحصار على الشعب الفلسطيني ودعم الموقف الإسرائيلي الثابت في رفض أي تفاوض بشأن قضايا «الوضع النهائي»؟

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)