االأحداث المؤسفة التي تجوب غزة هذه الايام، تؤسس لثالثة من ألاثافي في هزيمة فلسطينية اصبح قاب قوسين او ادنى، فالاولى هي فلسطين بجغرافيتها الحالية مقطعة الاوصال، والثانية هي كذبة الثورة السلطة وكافة هيكلها الديكورية ، اما الثالثة فهي مفهوم الدولة الذي لن يتحقق في ظل المسافات غير المتساوية بين (الدولة) و(المجتمع).

حكومة في (دولة) تدافع عنها (أو عن وجهة نظرها) رشاشات منظمة حزبية تابعة لها ، هذه ليست حكومة ولا هي دولة ، في المقابل (معارضة) تدافع عنها كوادر السلطة وبرشاشات الدولة فهذه ليست معارضة ولا يمكن اعتبار المنافسة على الحكومة هو منافسة سياسية بالمفهوم الذي يدافع عنه الطرفين .

في هكذا نوع من الاداء السياسي لا يمكننا اعتبار أن هناك دولة فلسطينية وانما شغل عصابات تحتمي برهينة الدم حتى تفرض شروطها ، اذ لا يعقل ان تكون الحكومة المولجة بالامن هي من تقوم او تشارك في تقويضه ، وهذا ليس كلام في الهواء انما هو جنائز ودماء تهدر على مذبح اللادولة .. ولكن هل في الامكان اقناع الاطراف ان ما يقدموه للشعب الفلسطيني ليس دولة بالمعنى السياسي المعاصر ....؟ طبعا غيرنا كان اشطر وسأل السؤال نفسه ربما الى كل حكومات العالم الثالث وانتهوا الى ان هناك (شهداء) من الطرفين وعفى الله عما مضى وعن ما سوف يمضي.

لا اعتقد ان كل بروفات الدمقراطية التي أتت بحماس وربما كانت ستأتي لفتح قادرة على اعطاء دولة للشعب الفلسطيني، فلا فتح قادرة ثقافيا على تجاوز حاكميتها كثورة ومستعدة دوما للنكوص الى مستوى سلطة لتحافظ على حاكميتها ، ولا حماس ترتاح لمفهوم دولة معاصرة بكل استحقاقات العصر السياسية والاجتماعية والثقافية ، وفي الحالين فأن ما نراه ليس دولة .. ليس قبلها ولا بعدها انه شغل قبائل لن ترتاح قبل ان يخسر الطرفين ، والخسائر سوف يدفعها الفلسطينيون من دمائهم ..اي من وجودهم..